قلت لحماري وفي كلامي نبرة من السعادة··· عما قريب ستحتفل الجزائر بخمسين سنة من الاستقلال الذي حققناه بفضل الرجال الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل ذلك··· قال ناهقا··· لا أدري سبب سعادتك ولكن هل يمكن أن تقول لي ماذا فعل الأحياء بهذا الاستقلال؟ اندهشت لردة فعله الغريبة وقلت··· كلامك مخيف أيها الحمار··· نهق بشدة وقال··· أرجوك لا تفهمني خطأ··· أنا مثلك أسعد وأفرح لكل مناسبة تذكرنا بطرد المستعمر الغاشم من بلادنا ولكن بكل صدق ألا يزعجك ما يحدث؟ هل أنت مع ما وصلت إليه البلاد بعد خمسين سنة؟ قلت··· ليس هناك أهم من أن تنعم بالحرية وتحس أنك سيد نفسك··· قال··· السيادة يا عزيزي تأتي من شعورك بأن البلد الذي تنتمي إليه يملك مؤسسات دولة تعي ما تفعل وليس مجرد فوضى غارقة في اللاشيء··· قلت··· الوضع ليس كارثيا إلى هذا الحد أيها الحمار··· قال··· وأكثر من كارثي··· هل يعقل أن بعد كل هذه السنوات لم نفعل شيئا يستحق الذكر؟ قل لي إنجازا واحدا ايعمر العينب؟ قلت وأنا أحك رأسي بحثا عن مشروع أسد به له فمه الوقح ولكن لم أجد··· نهق نهيقا مخيفا وقال··· لقد عجزت عن تبرير كلامك ولكن يكفي أن ترى حولك حتى تعرف أن ما أقوله صحيح··· وما تزال صورة الجزائر في العالم مقرونة بالإرهاب الذي جعلها تغرق في الدم· قلت··· كل عطلة فيها خير أيها الحمار··· قهقه حماري بشدة مستنكرا كلامي وقال··· حجة الضعفاء··· قلت··· كل ما تقوله أيها الحمار لا ينفي فرحة الاحتفال بخمسينية الاستقلال الذي أعاد لنا طعم الحياة من جديد ضرب بذيله يمينا وشمالا وقال··· حتى الاحتفال لن يتجاوز موائد الزرد التي سيحاول البعض اختلاس ما تيسر له من ذلك···