قرأ حماري خبرا يقول أن موظفا في إحدى المؤسسات العمومية تقدم بطلب الحصول على منحة الوفاة قبل وفاته حتى يستفيد منها وهو على قيد الحياة باعتبار أن بعد وفاته لن يحتاج إليها ·· نهق حماري بمكر شديد وقال ··· وهل يظن نفسه حيا يرزق؟ قلت ·· انطلاقا من هذا المبدأ تقدم بالطلب باعتباره ميت بالحياة رأى أن يستفيد بماله· قال ··· يستحيل أن يُفهم طلبه وقد يوصف بالجنون لأنه فعل ذلك· قلت ··· صحيح من يطلب حقه فهو مجنون ··· لو كان تحصل على حقوقه الطبيعية ما لجأ لهذا القرار· قال ناهقا ··· كلنا ميتون بالحياة ويزداد موتنا كلما رأينا رقابنا في يد من لا يستحقون ذلك· قلت ··· لا تعطي للمسألة بعدا سياسيا أيها الحمار فهي ضربة جنون وفقط· ضرب بذيله بغضب شديد وقال ··· قلت لك ألف مرة أن سبب التعاسة التي نعيشها وتعيش بداخلنا هي السياسة العوجة التي يدار بها البلد ولو أن كل منا أخذ حقه لما فكرنا في أشياء قد تبدو غريبة· قلت ··· الدولة تفعل ما في وسها لإرضائنا وتتكفل بالعمال والبطالين والمرضى والمجانين وتوزع سكنات جاهزة على المحتاجين لذلك هل هذا غير صحيح؟· قال والنهيق يملأ المكان ··· صحيح ما تقول ولكن كان بإمكانها أن تضع المسؤولية في يد من يعرفونها ولا تستعمل المحاباة والبني عميس في ذلك··· وحتى الوظائف أصبحت تورث للأبناء والأحفاد بعد أن يتقاعد الفرد· قلت ··· هذا شيء آخر أيها الحمار اللعين· قال ··· الموظف الذي طالب بمنحة موته على حق في ما فعل لأنه ما دام على قيد الحياة يفتقد لتمرة وحينما يموت يعلقون على قبره عرجونا من التمر· قلت ··· أنت تفسر الأمور بشكل غريب ·· هناك شيء يسمى قانون أيها الحمار· نهق نهيقا مخيفا وقال ··· أنا حمار لا أعرف القانون ولا غيره كل ما أعرفه أن للفرد الحق في حياة كريمة تجعله سيدا لا عبدا لظروفه القاسية·