ما يزال حماري يتكوّم داخل فرشته، يبدو أنه كبر ولم يعد يحتمل البرد الذي يتسلل من كل جانب ورغم ذلك لسانه الغليظ لم يصمت عن الكلام·· قال معلقا على قرار زيادة أعضاء المجلس الشعبي الوطني، أثبتت السلطة أنها بعيدة عن انشغالاتنا وهمومنا، عوض أن تقوم بإجراءات تجعل البلد أكثر نشاطا وحيوية هاهي تساعد البزناسية على الدخول إلى مؤسسة تسمع لهم بالنوم والنهب وتحقيق المآرب الشخصية·· قلت له مستنكرا كلامه، كفاك عجرفة وكذبا أيها الحمار، هل رأيت ذلك بأم عينيك، أم كل هذا خيالات غير حقيقية؟ قال وهو يتأوه من البرد القارص، كل الناس يعرفون ذلك ولست أنا فقط، نحن في حاجة إلى النوعية وليس إلى الكمية يا صديقي·· قلت ضاحكا، لا أظنك تعرف أحسن من الدولة، ولا أظنك أنك أحرس منها على الشعب؟ قال متنحنحا، الدولة التي لا تسمع صرخات شعبها يجب أن تعيد النظر في أجهزتها، هناك دول كثيرة عدد سكانها يفوق عددنا ولكن لا تملك هذا العدد في البرلمان· قلت بغضب، لم أفهم لحد الآن ما يزعجك أيها الحمار؟ قال ناهقا، أصبحت مثل السلطة تماما، تتظاهرون بعدم الفهم وأنتم أعرف بما يجب أن يكون· قلت، لو كنت أنت أحد هؤلاء الذين سينعمون بالدخول إلى البرلمان ما قلت هذا ولكن الغيرة والحقد والضغينة هي التي تدفعك لأخذ مواقف سلبية؟ قال ناهقا، هذا ليس رأي فقط أيها العزيز ولكن اسأل كل الشعب وسيجيبك بنعم·· قلت ضاحكا، من لا يصل إلى العنب يقول عنه سيء المذاق·· قال، سوف ترى أن بزيادة هذا العدد لن يتغير شيء ولن يفعلوا شيئا يذكر ولن تكون لهم بصمة ولا أي شيء·· قلت بسخرية، أنت الذي أصبح شبيها بالسلطة وصرت تتكهن وتعطي أحكاما مسبقة لشيء لم يوجد بعد· نهق حماري نهيقا باردا وقال، خلينا فالبرد ودعهم يفعلون كما يشاءوا··