تكرر كثيرا مشهد الرئيس المخلوع مبارك داخل القفص حتى أصبح المشهد مألوفا ولم يعد يثير الدهشة مثل قبل، ورغم ذلك بقي حماري يخمن في تفاصيل الموضوع وقال... هل لاحظت الفرق بين صورة صدام حسين وصور حسني مبارك داخل القفص؟ قلت.. رئيسان وراء القضبان فقط ليس هناك فرق·. نهق حماري بشدة وقال·· الفرق شاسع بينهما، فصدام بقي واقفا مثل الأسد ولم يفعل شيئا حتى يجلب شفقة الآخرين، أما الآخر فمن يومه الأول بدا ممددا على سريره يبدي عجزا وخوفا. قلت.. الشجاعة يا حماري هي ألا تخشى أن تبدو جبانا وهذا بالضبط ما يفعله مبارك·. قال ساخرا ولكن أعلى درجات الشجاعة أن تجرؤ على الظهور على حقيقتك مهما كانت·. قلت.. هذا في كتب الفلسفة والأفلاطونيات، أما حينما يتعلق الأمر بالمشنقة فلا تفكر سوى في خلاصك·. لم يعجبه كلامي ومع ذلك استمر في مناظرتي وقال.. الشجاعة هي أهم الصفات الإنسانية التي تضمن لك باقي الصفات·. قلت.. أنا أظن أن العبرة بالنتيجة يا حماري، رغم شجاعة صدام وعدم استسلامه إلا أنه في الأخير شنق·. ضرب حماري الأرض بحافريه وصرخ غاضبا.. وكان ذلك أول إعلان لجبننا وخزينا وعارنا ولم يفهم الحكام العرب وقتها حينما غرسوا رأسهم أرضا مثل النعام أن دورهم سيأتي الواحد تلو الآخر باعتبار أن البقاء للأقوى وليس للأغبى. قلت.. كم تبدو قاسيا يا حماري، ما عهدتك بهذه القسوة؟ قال.. القسوة يا صديقي هي شر خصال الملوك، الجبن من العداء والقسوة على الضعفاء والبخل عند العطاء وهذا كله يتوافر في حكامنا.. جبناء في محاربة عدوهم وقساة مع شعوبهم وبخلاء في عطائهم·. قلت·. أمورك عجيبة أيها الحمار·· نهق نهيقا مخيفا وقال·· أخاف من الآتي الذي حتما سيكون أفجع مما نحن عليه الآن.