كانت السياسة فيما مضى وطنية ثم غدت استغلالاً، ثم حاولت أن تكون إصلاحاً، ثم أصبحت اليوم إما تضحية تجعل صاحبها من الأبطال، وإما وصولية تجعل صاحبها من الأنذال·· قلت لحماري فسّر ما تريد قوله·· لا تزد الغموض غموضا؟ قال ناهقا·· واضحة مثل الشمس، لا يجب أن تتعب عقلك في البحث أو محاولة فهم ما يدور حولك قلت·· لكنهم يقولون إن السياسة هي فن الخداع وتجد لها ميدانا واسعا في العقول الضعيفة· نظر إليّ نظرة استغراب وقال·· أصبحت تتفلسف وتحلل كما أنك تسيّست يوما قلت·· بعد كل ما نراه وما يحصل آخر همي السياسة وتسوسها قال·· المعادلة لا تحسب هكذا، ولا يمكن أن تقيس على ما ترى فقط·· يجب أن تحسبها جيدا· قلت·· كيف يا حمار؟ قال·· العالم تحكمه القوة ومن يخرج عن القاعدة يموت قلت·· أكملها يموت موتة الكلاب قال·· هذه هي الخلاصة ولا يمكن أن تجازف إذا كنت تخالف الرأي قلت·· فعلا هذا هو منطق القوة ولا يمكن أن يتغير بأي حال من الأحوال قال·· تقصد أننا سنشهد من العجائب والغرائب الكثير؟ قلت·· ربما لن تكون مثل ذل مبارك وبن علي وفضاعة ما حصل للقذافي وصدام حسين ولكن·· نهق حماري عاليا وقال·· أرجوك لا تجزم ولا تتفوه بأمور وتؤكدها لأن أساس العالم هو الشك والقوة فقط قلت·· صحيح تبقى قاعدة العالم هي ''ما خفي كان أفجع''، ولكن هذا ينطبق على العرب فقط··