خرج، صباح أمس، زبائن المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بالعاصمة عن صمتهم وقطعوا الطريق أمام القطار الكهربائي على مستوى محطتي الرغاية والدارالبيضاء بعد حوالي ساعتين من الزمن قضوها في انتظار وصوله قبل أن يقرر المئات ممن تأخروا عن عملهم ومقاعد دراستهم الاحتجاج· ''معاناتنا مع القطار وتأخره عن مواعيده ليست وليدة اليوم، لكن في الفترة الأخيرة الأمور زادت عن حدها''· هكذا عبّر المدعو طارق، إطار بإحدى المؤسسات، عن غضبه الشديد جراء تأخر القطار الكهربائي عن موعده المحدد بحوالي ساعتين من الزمن، الشيء الذي تسبب في تأخره عن عمله، وهي الوضعية نفسها التي راح ضحيتها الآلاف، صباح أمس، بسبب تذبذب رحلات القطار الكهربائي الذي كان من المفترض أن يصل إلى محطة رغاية عند الساعة الثامنة، غير أن الرحلة تأخرت بحوالي ساعة ونصف كانت كافية لارتفاع عدد المسافرين بشكل كبير، حيث لم يسعهم القطار الذي وصل عند الساعة العاشرة، ما تسبب في حدوث فوضى عارمة تطورت إلى مشادات بعد أن قطع بعض المسافرين الطريق أمام القطار ومنعوه من المغادرة، مطالبين بتوفير آخر لتمكين الجميع من السفر، الطلب الذي نزلت عنده إدارة المؤسسة، حيث تم استقدام قطار ثان لحظات بعد مغادرة الأول· والوضعية بباقي المحطات لم تختلف عما حصل في موقف الرغاية، حيث شهدت محطة الدارالبيضاء الحراش··· وغيرها الوضع نفسه حيث لم يتمكن المئات من المواطنين من الصعود بسبب الاكتظاظ وجمع أربع رحلات في رحلة واحدة· سامية طالبة جامعية قالت: ''كان من الواجب أن أعتبر من المرات السابقة التي تأخرت فيها عن الجامعة، لكن في كل مرة أقول إن الأمور ستتحسن، لكن على ما يبدو حان الوقت للعودة إلى الحافلات، لأن القطار أصبح خطرا وبات يهدد مستقبلي الدراسي، خاصة ونحن الآن في فترة امتحانات''· وما زاد الطين بلة هو رفض المكلفين بالمبيعات على مستوى المحطات تعويض الزبائن الذين اختاروا المغادرة، ما تسبب في حدوث مناوشات كلامية بين الطرفين كادت أن تتطور لما هو أسوأ· عماد شاب في العقد الثاني من عمره قال: ''عطلونا على خدمتنا وزيد راهم يسرقوا فينا''، وهو الكلام الذي اشترك فيه الكثيرون، حيث اتهموا إدارة المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بالتحايل، لأنها تبيعهم تذاكر رحلات غير مبرمجة بدليل أن المكلفين بالبيع على مستوى المحطات كانوا على علم مسبق بأن الرحلات المبرمجة بعد الساعة الثامنة لن تكون في الموعد المحدد، لأن القطار لن يحضر في وقته، إلا أنهم كانوا يبيعون التذاكر للزبائن على أساس المواقيت المبرمجة في الحالات العادية، وكل من يسألهم عن موعد قدوم القطار يجيبونه ب ''ضرك يجي''· وعن سبب التذبذب الذي سجل، صباح أمس، في مواعيد الرحلات، قال أحد المكلفين بالمبيعات على مستوى محطة الدارالبيضاء ل''الجزائر نيوز'' إن الأمر يعود لانقطاع حصل في التيار الكهربائي وإقدام المواطنين على منعه من المغادرة على مستوى موقف الرغاية بعد عودته، وهو الجواب الذي خاب الزبائن المحتجين به، لكنهم رفضوه مطالبين -على حد تعبير أحدهم- ''بكذبة أخرى'' لأن القطار في الاتجاه الآخر كان يسير بشكل عادي، وبالتالي حجة انقطاع الكهرباء لا أساس لها من الصحة·