خلّف أمس التدافع الذي شهدته محطات القطارات على مستوى الضاحية الشرقية للعاصمة عددا من الجرحى والإغماءات في صفوف زبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية خاصة الأطفال الصغار والشيوخ والعجائز، إضافة إلى تسجيل عدد من السرقات التي طالت النساء على وجه الخصوص، بعدما عجزت الشركة عن تأمين رحلات قطاراتها بعد تسجيل خلل تقني على مستوى محطة تيجلابين بولاية بومرداس منذ الساعة السادسة صباحا. واعتقد المواطنون في الوهلة الأولى من توقف القطار الديازال من النوع القديم بسبب عطل تقني أن الأمر يتعلق بعمل إرهابي أو تخريبي طال السكة الحديدية بمنطقة تيجلابين، خاصة مع تكتم المسؤولين عن الرحلة على أسباب التوقف المفاجئ للقطار في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا، من دون إنذرا مسبق، قبل أن يتأكد المواطنون أن الأمر يتعلق بعطب أصاب القطار وأن رحلتهم نحو العاصمة ستطول لساعات، وزاد الظلام الدامس من روعة المسافرين من النساء والشيوخ الذين كانوا على متنه. وتسببت الحادثة في تعطيل مواقيت القطارات في كامل الضاحية الشرقية للعاصمة فضلا عن تعطيل الرحلات القادمة من الشرق الجزائري كالمسيلة والبرج وقسنطينة وسطيف وبجاية والبويرة وتيزي وزو. وزاد عجز مصلحة الصيانة والخدمات بالشركة الأمر تعقيدا بعدما تأخرت في التدخل لإصلاح العطب أو جر القطار القديم نحو محطتي الثنية أو تيجلابين، والسماح للرحلات القادمة الوصول في توقيتها المعتاد وتفادي أي خلل في البرمجة. وذكر مواطنون أن مسؤولي القطار لم يقدموا لهم أي توضيحات بخصوص رحلتهم التي توقفت في وسط الطريق بين الأحراش منذ الصباح الباكر، الأمر الذي خلق ذعرا كبيرا في أوساطهم نظرا لغياب الأمن داخل القطارات، وتأخر أعوان الشركة في استقدام قطار آخر لتمكينهم من مواصلة الرحلة بعد تسجيل تأخر فاضح بدون مبرر مقنع، سيكلفهم الكثير من المتاعب في أماكن عملهم، خاصة أن أول رحلة وصلت إلى المحطة المركزية بعد تسجيل الحادث كان في الساعة التاسعة والربع، أي بتأخر يقارب ثلاث ساعات تقريبا. وكانت مظاهر الاكتظاظ والتدافع حسب المواطنين تتكرر في كامل محطات القطارات انطلاقا من الثنية وتيجلابين وبومرداس والرغاية والرويبة والدار البيضاء وباب الزوار ووادي السمار، نظرا لعجز الشركة عن استيعاب الكم الهائل من المسافرين الذين يقصدون القطارات لتفادي مشاكل الحافلات خاصة مع ازدحام حركة المرور مع الصبيحة والمساء.