بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس للمنطقة البترولية أرزيو، هاهي الأحداث العنيفة تندلع فيها احتجاجا على بعض عقود التشغيل التي منحت للبطالين وتحتوي على وثائق كاذبة، وزعت على الشباب عشية الزيارة حتى لا يثيرون الشغب، ليكتشفوا فيما بعد أن الشركات ليست في حاجة إلى يد عاملة· نهق حماري نهيقا مستفزا وقال··· بلاد العجب··· قلت له ساخرا··· لا عجل ولا هم يحزنون البلاد تسير بهذه الطريقة منذ البداية ولا أرى عجبا فيما تقول··· قال··· إلى متى سيستمر الكذب والعبث بمصير الناس؟ كيف يجرؤ هؤلاء إلى هذه الحيل الغريبة دون أن يكون هناك حسيب أو رقيب؟ قلت··· يا حماري إذا كان قانون الفيزياء يقول إن الضغط يولد الانفجار فإن قانون الاجتماع يقول إن الضغط يولد النفاق والكذب والحيلة وكل مترادفاتها··· قال ناهقا··· لست ''أدي'' ما يحدث ولكن كل هذا هراء··· السلطة تتكلم عن الانتخابات وكأنها المعضلة الوحيدة في البلد وتنسى كل شيء، ولكن ماذا تتوقع من دولة يقوم طائر ''البلارج'' بالتحكم في منطقة كاملة ويقطع عنها الكهرباء بمجرد ''شطحة'' واحدة على السلك؟ قلت مندهشا··· هل حدث هذا فعلا··· قال ساخرا··· طبعا حدث أم تراني أتّهم ''البلارج'' باطلا وزورا، يا سيدي بسببه بقيت مدينة كاملة دون كهرباء··· أليس هذا عبث أيضا؟ قلت··· معناه أن كل شيء عندنا ماشي بطريقة نص نص··· قال··· حتى النص لم نصل إليه··· كل شيء يسيّر بطريقة عبثية··· على طريقة ''البلارج''··· قلت··· حتى الانتخابات ستكون كذلك ربما··· أطلق حماري قهقهة عالية وقال··· المحتجون في أرزيو راحوا ضحية احتيال من يمارسون العبث في مسؤوليتهم على الغير، والغاشي الذي بقي دون كهرباء راح ضحية عبثية ''البلارج'' وإهمال من هو مسؤول عن ذلك، يعني يمكنك أن تقوم بإسقاط كل ما تراه على هذه العبثية، وبذلك ستحصل على نتيجة مدروسة وحقيقية··· قلت له ضاحكا··· يبدو أنك تغار من هذا ''البلارج'' الذي قام بدور بطولي حتى أنك مسحت فيه كل التهم···