عادت ظاهرة اتسخين البنديرب إلى الساحة السياسية من طرف الأحزاب السياسية التي كل منها يرى أنه الأصلح والأقوى والأحق بالوصول·· نهق حماري نهيقا مخيفا وقال·· لو كانوا فعلا كما يقولون سنكون معهم بالقلب والعقل ولكن كل ما يقال مجرد كلام لا يصلح لما نحن فيه·· قلت·· يا حماري حاول أن تؤقلم عقلك الكبير مع عقولهم الصغيرة وانزل بمستواك العظيم حتى تفهم ما يريدونه؟ استقام في جلسته واستنكر سخريتي منه، وقال غاضبا، هل أنا كاذب فيما أقول؟ هل هناك من هو في مستوى أن يكون صاحب السلطة؟ قلت·· هناك أحزاب جديدة لم نر بعد ما ستقوم به؟ قال ناهقا·· كلها منسوخة عن الضلع الأعوج للسياسة وكلها ولدت من رحم واحد لا يمكن أن يأتي بفكرة جديدة أو سياسة مختلفة، كلهم ينساقون وراء ما هو موجود·· قلت·· أنت تحكم عن الناس قبل أن ترى أعمالهم؟ قال·· الحكنة والخبرة السياسية هي التي تجعلني أشم الصالح والطالح·· ضحكت وقلت·· ما دمت صاحب حنكة وخبرة لماذا تبخل علينا بحزب سياسي ربما سيوصلك للبرلمان وينقذك من بطالتك؟ قال ساخرا·· أي نعم أملك ما قلت ولكن الخبث والكذب والسفسطة ليست من صفاتي، أنا حمار محترم ولا أقبل أن تركبني السلطة حتى تحقق بي مآربها؟ قلت صارخا··· أعوذ بالله من أفكارك الشيطانية·· قال··· الشيطان في بعض الأحيان يعاف ما يفعل بنو البشر، وسوف تأتي لك الأيام بما كنت جاهل·· قلت·· رغم ما تبذله وزارة الداخلية من تحسيس وجهود لجلب المواطنين لصناديق الانتخاب إلا أنك بكلامك هذا ترمي كل شيء في الماء·· نهق نهيقا مستفزا وقال·· أنا أقول رأي وفقط والساكت عن الحق أنت تعرف من يكون وكل منا يملك عقله في رأسه وهو يقرر إن كان سيعطي بصوته أو يتركه له·