فشلت لجنة الأممالمتحدة بشأن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان بليبيا في تحديد أسباب وفاة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ونجله معتصم. تنتهي فرق ليبية من انتشال 157 جثة لمفقودين إبان الثورة التي أطاحت العام الماضي بالعقيد معمر القذافي. وحسب رئيس اللجنة العليا لملف المفقودين عمر العبيدي، فإن هؤلاء الشباب فقدوا ما بين فيفري ومارس عام 2011 عند مناطق البريقة ورأس لانوف وحتى مشارف سرت .وأوضح رئيس اللجنة العليا لملف المفقودين عمر العبيدي، أن المقبرة الجماعية التي عثروا عليها بالقرب من بلدة بن جواد بحوالي 150 كم شرقي سرت ترجع إلى ''ثوار الشرق''. وقال عمر العبيدي، إنه طلب من عائلات المفقودين عدم الحضور إلى المقبرة بعد رفع البصمة الوراثية خشية عرقلة البحث ورفع الجثث وفشل عملية التعرّف على هويات المفقودين، مشيرا إلى أن فتح المقبرة ورفع الجثث يجري تحت إشراف سلطة النائب العام عبدالعزيز الحصادي ومفتي الديار الليبية الصادق الغرياني .وطلب العبيدي من المسؤول القضائي مساعدتهم من خلال نيابة سرت في الحصول على كافة وثائق المقبرة وشهادات الوفاة الصادرة عن مستشفى المدينة .وشرعت هيئة المفقودين منذ أكتوبر في ملاحقة بيانات المقبرة والمعلومات وإجراء تحاليل الحمض النووي على أقارب المفقودين .كما ساهمت وزارة الشهداء والمفقودين بتقديم الدعم لإنجاز المهمة من خلال توفير كافة وسائل التوثيق والحفر والسيارات وأكياس الموتى ومولدات الكهرباء .وأضاف العبيدي إن المفقودين كانوا قد خرجوا بالأسلحة الخفيفة للمشاركة في التصدي لقوات القذافي المهاجمة، ولم يؤكد ما إذا كانت عملية إعدام جماعية قد حصلت أم أنه كان قتالا في الجبهات خلال المواجهة بين الثوار وقوات القذافي .لكن المتحدث نفسه أوضح أن الجثث نقلت إلى سرت في شهر أفريل، ثم جرى حفظها في حافظات أسماك، ثم قرر النظام السابق دفن الجثث بعد توثيقها بالصور والإجراءات القانونية بحضور النائب العام السابق الذي أمر بتسليم ودفن الجثث .ونقل العبيدي عن وكيل النيابة المختص بسرت عبدالحميد العمامي قوله، إنه تم الاتفاق على دفن الجثث في أرض المعركة نظرا لتعذر نقلهم إلى ذويهم في القطاع الشرقي من البلاد .وأكد أن المقبرة المكتشفة بها أرقام القبور التي تتطابق مع الصورة الفوتوغرافية لصاحب الجثة، ما سهل -يضيف العبيدي -التعرف على 63 شهيدا .واعتبر رئيس اللجنة العليا لملف المفقودين اكتشاف 157 جثة من بين 400 مفقود في الحرب الأخيرة بمدن الشرق يشكل ''إنجازا عظيما''.