سقط، أمس، أزيد من مئة وخمسين موطن ليبي بين قتيل وجريح في مدينة سرت، بعد انفجار كبير وقع في خزانات الوقود في المدينة التي كانت آخر معاقل العقيد معمر القذافي قبل أن يتم إلقاء القبض عليه وقتله، في وقت قام فيه المجلس الانتقالي الليبي بدفن جثة الزعيم الليبي المخلوع العقيد معمر القذافي ونجله المعتصم وقائد قواته أبو بكر يونس في مكان مجهول في الصحراء الليبية. أكد متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أنه تم دفن جثة “الزعيم” الراحل، معمر القذافي، في وقت مبكر من فجر الثلاثاء، في الوقت الذي ما زالت فيه كثير من التساؤلات حول الظروف التي تحيط بمقتله، إضافة إلى أنباء عن “إعدام“ عشرات آخرين. في الأثناء، أعلن مسؤول في المجلس الانتقالي الليبي سقوط أكثر من مئة قتيل في انفجار عرضي وقع في خزان للوقود في سرت شرق ليبيا. وقال محمد ليث، وهو قائد كتيبة في قوات المجلس الانتقالي، أن “انفجارا كبيرا وقع في خزانات الوقود في مدينة سرت أسفر عن سقوط أكثر من مئة قتيل و40 جريحا”، مشيرا إلى أن الانفجار ناجم عن شرارة من مولد كهربائي وضع في جوار خزان للوقود. وأوضح المسؤول العسكري أن عشرات المواطنين كانوا متجمعين حول خزانات الوقود لتعبئة سياراتهم وشاحناتهم بالوقود بعدما اكتشفوا أن كتائب العقيد معمر القذافي، الذي قتل الخميس في المدينة، خزنت فيها حوالي مليون ليتر من الوقود بينما كانت تمنع سكان المدينة من الحصول ولو على ليتر واحد، ما جعل هذه السلعة شبه مفقودة ورفع أسعارها بشكل جنوني. وأضاف انه وبينما كانت الحشود تملأ الوقود انطلقت شرارة من مولد كهربائي مجاور، ما أسفر عن وقوع الانفجار واندلاع حريق هائل ما زال مستعرا حتى الساعة. وقال: “النيران ما زالت مستعرة وطلبنا من حلف شمال الأطلسي مساعدتنا في إخماد النيران”، مؤكدا أن “سيارات الإسعاف تجد صعوبة في انتشال الضحايا بسبب ضخامة الحريق”. ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء، عن أنيس الشريف، المتحدث باسم المجلس العسكري لطرابلس، قوله في هذا السياق أن السلطات الليبية الجديدة سمحت لأعضاء في قبيلة القذافي بأداء صلاة الجنازة على جثمانه، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. جاءت تأكيدات المتحدث الليبي بعد قليل من ورود تقارير نقلت عن مسؤولين في المجلس الانتقالي قولهم إن جثة القذافي ستتدفن الثلاثاء، في مكان “غير معلوم”، بعد رفض تسليمها إلى أفراد عشيرته. يأتي دفن القذافي بعد خمسة أيام على مقتله في مدينة “سرت”، مسقط رأسه، والتي سيطر عليها الثوار الخميس الماضي، وبعد عرض جثته أمام العامة في سوق للحوم بمدينة “مصراتة”، إلى جانب جثة نجله المعتصم، ووزير دفاعه السابق أبو بكر يونس. وبعد يوم على مقتله، أصدرت أسرة القذافي بياناً دعت فيه الأممالمتحدة ومنظمة العفو الدولية إلى الضغط على قادة ليبيا الجدد لتسليم جثث “الشهداء” إلى قبيلتهم، من أجل دفنهم وفقاً للشعائر الإسلامية، وفقاً لبيان بثته الجمعة قناة “الرأي” العراقية المؤيدة للقذافي، التي تبث من سوريا. ولم تتوافر على الفور أي معلومات حول كيف جرت عملية دفن “الزعيم” الراحل، أو الموقع الذي دُفن فيه، إلا أن مسؤولاً عسكرياً أشار إلى أن مراسم دفن القذافي ستكون محدودة، ربما لا يتجاوز عدد المشاركين فيها أربعة أشخاص، بينهم رجل دين، سيؤدون قسماً على عدم إفشاء أي معلومات بشأن مكان دفنه. وكان رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، الذي يقود البلاد حالياً، قد أعلن الاثنين تشكيل لجنة لبحث كيفية التعامل مع جثة الزعيم السابق، كما أشار إلى تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف مقتله، ولمح إلى أن غالبية الليبيين كانوا يأملون في تقديم القذافي حياً إلى المحاكمة.جاءت تصريحات عبد الجليل رداً على دعوات متزايدة من قبل المفوضية السامية الدولية لحقوق الإنسان، التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية “أمنستي”، لإجراء تحقيق حول مقتل القذافي. أما على الصعيد السياسي، فقد دخلت المحادثات لتشكيل حكومة انتقالية في صلب المواضيع الخلافية بعد أن أثار إعلان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أن التشريع الليبي سيعتمد على الشريعة الإسلامية قلق بعض الجهات. وقالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي مايا كوسيانسيتش لوكالة الصحافة الفرنسية: “ننتظر من ليبيا الجديدة أن تستند إلى احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية”. وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا ستكون متيقظة بشأن احترام حقوق الإنسان خصوصا المساواة بين الذكور والإناث في ليبيا. علال محمد
من الناتو تمديد مهمته في ليبيا ... والمجلس الانتقالي يطلب أعلن وزير النفط والمال في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي على الترهونى، أمس، أن السلطات الليبية الجديدة ترغب في تمديد مهمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا “شهراً على الأقل “.ويأتى تصريح الترهونى الذى يترأس المجلس الأعلى للأمن المشكل في سبتمبر بعد أربعة أيام من إعلان الحلف الأطلسي، نيته إنهاء مهمته في 31 أكتوبر بعد سبعة أشهر على انطلاقها.