أعلن مصدر بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي أن المجلس دفن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في مكان مجهول في الصحراء فجر اليوم الثلاثاء. ولم يقدم المصدر الذي كشف عن دفن القذافي لمراسل الجزيرة معلومات أضافية عن الموضوع كما لم يشر إلى مصير جثماني نجل القذافي المعتصم ووزير دفاعه. وكانت الجثامين نقلت من موقع عرضها للجمهور بمصراتة لدفنها سرا في مكان ما بالصحراء، في وقت يسعى فيه الليبيون إلى دخول مرحلة جديدة بتشكيل حكومة انتقالية في غضون أسبوعين. وقال مسؤول من المجلس الوطني الانتقالي لرويترز إن جثمان القذافي -الذي قتل الخميس الماضي في سرت في ظروف لا تزال غامض- سيدفن اليوم في مكان ما بالصحراء المفتوحة في مراسم دفن بسيطة يحضرها مشايخ دين. وأضاف أن تحلل الجثمان وصل إلى حد يتعذر معه بقاؤه معروضا. وكان فريقان من رويترز وأسوشيتد برس نقلا مساء أمس عن حراس الغرفة المبردة بمصراتة التي تعرض فيها منذ أيام جثامين القذافي وابنه المعتصم ووزير الدفاع السابق أبو بكر يونس جابر أن الجثامين نقلت من هناك في شاحنات إلى مكان مجهول. وكان مسؤول آخر في المجلس الانتقالي قال في وقت سابق أمس إن جثمان المعتصم سيدفن في المراسم التي يدفن فيها والده. الدفن أخيرا ونقل عن الناطق العسكري باسم المجلس العسكري لمصراتة إبراهيم بيت المال أن الجثامين الثلاثة ستدفن في قبور غير معلمة تحسبا لاكتشافها والعبث بها. وقال مسؤول من المجلس المحلي لمصراتة إن بعض الناس كانوا يريدون دفنه في “مقبرة الغزاة” بالمدينة، في إشارة إلى مكان قرب البحر حيث دفن مئات من مقاتلي الكتائب. وأشار المسؤول إلى أن بعض الناس يريدون تسليم جثته إلى قبيلته، “لكن لنا بعض المطالب. كثير من الناس خطفوا وقتلوا بواسطة أشخاص في سرت منذ الثمانينيات. طلبنا منهم إعادة تلك الجثث، ومنذ ذلك الحين لزموا الصمت”. وكان مئات الليبيين قد وفدوا في الأيام الماضية إلى مصراتة لمشاهدة الجثامين المسجاة في غرفة مبردة بمركز تجاري بإحدى ضواحي مصراتة. بيد أن مسؤولي المجلس الانتقالي والمجلس المحلي بمصراتة أغقلوا منذ عصر أمس الغرفة التي تعرض فيها الجثامين وأوقفوا الزيارات. وفي وقت سابق قال مسؤولون في المجلس الانتقالي إن مفاوضات تجري مع ممثلين لقبيلة القذاذفة قدموا من سرت بشأن مكان وكيفية دفن العقيد الراحل وابنه المعتصم. لكنهم أوضحوا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مع القبيلة لتسليم الجثمانين اللذين تقرر في نهاية المطاف دفنهما في مكان سري بالصحراء. وكان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل أعلن من جهته أنه بصدد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ فتوى رئيس المجلس الأعلى للإفتاء الشيخ الصادق الغرياني بدفن القذافي من قبل أهله فقط. ودافع عبد الجليل مجددا عن الثوار في مواجهة اتهامات توجه لهم بقتل القذافي بعد أسره، وأعلن أمس عن تشكيل لجنة للتحقيق في تلك الملابسات, وهو القرار الذي رحبت به الأممالمتحدة. ويواجه الثوار اتهامات أخرى بإعدام أكثر من خمسين من الموالين للقذافي في سرت وقد دعت الولاياتالمتحدة أمس المجلس الانتقالي إلى التحقيق في ملابسات مقتل القذافي وعشرات من الموالين له تقول منظمات دولية إنهم أعدموا في سرت. وقالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية إن هذا التحقيق سيرسل إشارة قوية لجميع الليبيين.