تنقل عدد كبير من المجاهدين، أمس، إلى جبل بولقرون في دائرة السواقي بولاية المدية، لإحياء الذكرى الرابعة والخمسين لاستشهاد الرائد رابح مقراني المدعو سي لخضر الذي أخذت الأخضرية اسمه· الذكرى التي نظمتها هيئة سعيد عبادو، استجاب لدعوتها كثير من رفقاء الشهيد، على رأسهم المجاهد والسفير الأسبق للجزائر في سويسرا، شريف ولد الحسين والمجاهد بليدي مصطفى عضو كتيبة علي خوجة· تقول شهادة الأخير أن الكتيبة التي كان ضمنها الرائد سي لخضر واسمه الحقيقي رابح مقراني، سقطت في كمين يوم 5 مارس 1958 بجبل بولقرون قرب السواقي جنوب ولاية المدية، بعدما أطلقت حالة الطوارئ· ويقول صاحب الشهادة أن الطوارئ كانت على طريقة ''تثير الشك والريبة من حيث وجود علم مسبق بها بالنسبة للعدو الفرنسي''· فبعد كمين أول أعقب اجتماع للكتيبة بولاية المدية، باغتت قوات الاستعمار في الصباح الباكر هذه الكتيبة، عن طريق السلاح الثقيل و''النابالم'' مع تغطية جوية كبيرة أعقبتها تعزيزات من فيالق قدمت من عين بسام وتالة جواب وبوسكن، إلا أن النجاة كانت مصير بعض الجنود الذين وصلوا إلى غاية واد زنيم أين تلقوا بعض الإسعافات من طرف السكان ''إلا أن حالة الرائد سي لخضر كانت جد خطرة انتهت به إلى مفارقة الحياة''· لكن المثير في قصة الشهيد هو أنه بعد استشهاده تم دفنه في سرية تامة داخل حديقة لأحد سكان المنطقة، إلا أن هذا الأخير وخوفا من الاستعمار قام بإخراجه ودفنه بعيدا عن بيته قرب وادي أولاد زنيم، لكن بعد اشتداد سوء الأحوال الجوية في الليل وتخوفا من أن ترفعه المياه وتعبث بجثته قام بإعادة إخراجه ودفنه مرة ثانية في المكان الذي لا يزال مدفونا فيه إلى يومنا هذا بجبل بأولاد زنيم· يقول المجاهد شريف ولد الحسين أن الأخضرية بالبويرة تحمل اسمه إلى يومنا هذا، ويشهد على ذلك كثير ممن نجوا من كمين الاستعمار·