الشهيد الرائد سي لخضر في الخامس من شهر مارس من كل سنة تتذكّر الولاية التاريخية الرابعة و تحيي ذكرى استشهاد أحد رجالتها البواسل بطل من أبطالها و فخرها الرائد سي لخضر . إنه ذلك الشابّ الذي اِلتحق منذ البداية بصفوف الثورة النوفمبرية وعمره لم يتجاوز العشرين ربيعا، تاركا وراءه أدوات مهنة البناء اليدوية بمشروع سينما عين بسّام (ولاية البويرة حاليا)، حيث تحوّل من موزع المناشير و بيع جرائد حركة انتصار الحرّيات الديمقراطية إلى قائد عسكري بالمنطقة الأولى من الولاية الرابعة، زارعا الرّعب و الفزع في صفوف قوّات الجيش الفرنسي في معارك ضارية بكلّ من الاخضرية مسقط رأسه و تابلاط و العيساوية و بني سليمان وخميس الخشنة والبرج البحري رفقة الشهيد علي خوجة، سجّل بعض مآثرها الشهيد أحمد أرسلان المرشد السياسي بولاية الرابعة التاريخية، كمعركة بني معلوم صيف 1956التابعة لبلدية بوسكن حاليا، أين تسلّح أفراد جيش التحرير بأكثر من 45 قطعة سلاح متنوّعة مع أسر 16 عسكريا من الجيش الفرنسي، بينهم فرنسيان هما كلود و ميشال أطلق سراحهما بمناسبة عيد المسيح المصادف ليوم 25/11/1956، ومعركة الزبربر بواد سوفلات في منتصف سبتمبر 1956 وكمين أم الزوبية بالطريق الوطني رقم 8 الرّابط بين بلديتي مزغنة و تابلاط حاليا، وكمين وادي المالح في 22 ماي 1957· وقد كانت خسائر العدو كبيرة جدّا حسب المجاهدين الذين شاركوا في هذه المعركة، والتي قدّروها ب 188 جندي فرنسي من المشاة والخيالة مع استشهاد 5 مجاهدين فقط، والتي وصفها أحمد أرسلان بقوله: "في وادي المالح كان سي لخضر يقتل ويذبح وفرنسا هاربة بلا نظام"، ليسقط شهيدا رفقة 70 مجاهدا آخر في الخامس من مارس 1958 بجبل بولقرون التابع لبلدية جواب بشرق المدية· الشهيد رابح المقراني المعروف باسمه النضالي سي لخضر من مواليد السادس نوفمبر 1936 الاخضرية في وسط عائلة ميسورة الحال. و بعد أن زاول تعليمه بالمدرسة الابتدائية بالبويرة، كلفته جبهة التحرير الوطني عند اندلاع الثورة التحريرية بتنظيم خلايا الثورة بمنطقة الاخضرية وعين بسام. وفي سنة 1955 أصبح سي لخضر أول قائد عسكري للمنطقة حيث عمل رفقة الشهيد على خوجة على تكوين فرقة المجاهدين التي قامت بعدة عمليات عسكرية ألحقت من خلالها خسائر فادحة بصفوف العدو إلى جانب شن معارك ضارية حققت عدة انتصارات بكل من خميس الخشنة و البويرة وبرج البحري و تابلاط. و نظرا للمهارة التي كان يتمتع بها خاصة في التخطيط الحربي رقي سي لخضر إلى رتبة نقيب ثم قائد للمنطقة الأولى بالولاية الرابعة إلى أن استشهد في الخامس مارس بجبل بولقرون سنة 1958. واستشهد معه النقيب سي عبد العزيز الكبير وأخويه وعدد من الجنود وقد تم دفن الشهيد بمنطقة أولاد حساينية بالقرب من بلدية جواب، و خصال هذا الشهيد جعلت الأطفال يرددون أناشيد بطولاته، وشجاعته في مكافحة الاستعمار منها: سي لخضر بجنودوا فارح في واد المالح خلا العسكر تضابح . رحم الله شهداء الثورة ............. تحيا الجزائر mohvial_m