أحيت أمس الأوّل الأسرة الثورية بولاية المدية الذكرى ال 53 لاستشهاد الرّائد مقراني رابح الملقّب بسي لخضر خلال الثورة التحريرية، وذلك تحت إشراف سعيد عبادو وزير المجاهدين ويوسف الخطيب قائد الولاية الرابعة التاريخية ورئيس مؤسسة الذاكرة التاريخية لذات الولاية وحضور السلطات الولائية المدنية منها والعسكرية· في هذا اليوم التاريخي، تذكّر المجاهدون القادمون من ولايات الوسط وبعض ولايات الشرق الجزائري على وجه الخصوص، من الكلمة لتي ألقاها سعيد عبادو بهذه المناسبة التالريخية خصال الشهيد الشابّ الذي اِلتحق منذ البداية بصفوف الثورة النوفمبرية وعمره لم يتجاوز العشرين ربيعا، تاركا وراءه أدوات مهنة البناء اليدوية بمشروع سينما عين بسّام (ولاية البويرة حاليا)، حيث تحوّل من موزع المناشير وبيع جرائد حركة انتصار الحرّيات الديمقراطية إلى قائد عسكري بالمنطقة الأولى من الولاية الرابعة، زارعا الرّعب والفزع في صفوف قوّات الجيش الفرنسي في معارك ضارية بكلّ من الأخضرية مسقط رأسه وتابلاط والعيساوية وبني سليمان وخميس الخشنة والبرج البحري رفقة الشهيد علي خوجة، سجّل بعض مآثرها الشهيد أحمد أرسلان المرشد السياسي بولاية الرابعة التاريخية، كمعركة بني معلوم صيف 1956التابعة لبلدية بوسكن حاليا، أين تسلّح أفراد جيش التحرير بأكثر من 45 قطعة سلاح متنوّعة مع أسر 16 عسكريا من الجيش الفرنسي، بينهم فرنسيان هما كلود وميشال أطلق سراحهما بمناسبة عيد المسيح المصادف ليوم 25/11/1956، ومعركة الزبربر بواد سوفلات في منتصف سبتمبر 1956 وكمين أم الزوبية بالطريق الوطني رقم 8 الرّابط بين بلديتي مزغنة وتابلاط حاليا، وكمين وادي المالح في 22 ماي 1957· وقد كانت خسائر العدو كبيرة جدّا حسب المجاهدين الذين شاركوا في هذه المعركة، والتي قدّروها ب 188 جندي فرنسي من المشاة والخيالة مع استشهاد 5 مجاهدين فقط، والتي وصفها أحمد أرسلان بقوله: "في وادي المالح كان سي لخضر يقتل ويذبح وفرنسا هاربة بلا نظام"، ليسقط شهيدا رفقة 70 مجاهدا آخر في الخامس من مارس 1958 بجبل بولقرون التابع لبلدية جواب بشرق المدية· وحسب وثيقة سرّية للعدو تمكّنا من الحصول عليها من ثلاث صفحات بتاريخ 11/5/1958 بسور الغزلان تحت رقم 125/4، فإن خسائر الخارجون على القانون كانت 49 فردا، كما تمّ أسر 23 منهم 15 أطلق سراحهم بعد الانتهاء من التحقيق معهم، كما تمّ استرجاع 3 قطع رشاشة جماعية و3 بنادق من طراز موزير و3 بنادق صيد، في حين كانت خسائرنا ممثّلة في 13 قتيلا و46 جريحا بإصابات مختلفة، مقدّرين تعداد جيش التحرير الوطني بنحو 200 جندي، وهو الرّقم القريب جدّا من تعداد المجاهدين، بينما كان رقم قتلى العدو قارب ألف عسكري والشهداء ب 71 شهيدا·