أكد وزير السكن والعمران نور الدين موسى، أمس، أن الدولة تتابع عن قرب ظاهرة انزلاق التربة التي عرفتها منطقة اعزازقة بولاية تيزي وزو، وأنها ستتكفل بكل المتضررين والخسائر التي خلفتها هذه الكارثة الطبيعية، مشيرا إلى أن السلطات العليا تنتظر الانتهاء من عملية التقييم التي باشرتها لجنة متعددة التخصصات والمكونة من الخبراء والمهندسين قصد تحديد إمكانيات التدخل وتخصيص أغلفة مالية· اعترف نور الدين موسى على هامش زيارته الاضطرارية التي قادته إلى منطقة اعزازقة بولاية تيزي وزو بأمر من الوزير الأول أحمد أويحيى بحدة الخسائر التي خلفتها ظاهرة انزلاق التربة بالمنطقة، مشيرا إلى أن الدولة الجزائرية ستتكفل بكل الخسائر المسجلة في كل القطاعات مثل قطاع السكن والأشغال العمومية والفلاحة والري وكذا التكفل الكلي بالعائلات المتضررة والمنكوبة· وكشف أنه سيتم تعيين مكتب دراسات متخصص لإجراء دراسة جيوتقنية دقيقة وشاملة عن وضعية ظاهرة انزلاق التربة بمنطقة اعزازقة، مضيفا أنه سيتم تخصيص لهذه العملية في مرحلتها الأولى غلاف مالي معتبر· وفي السياق ذاته، ونظرا لضخامة الأضرار التي خلفتها الظاهرة، قال نور الدين موسى إن الدولة الجزائرية بإمكانها الاعتماد على خبراء وتقنيين من مكاتب دراسات أجانب متخصصة في هذا المجال إن اقتضى الأمر، إن عجز الخبراء الجزائريون عن القيام بمهامهم ''الدولة الجزائرية قررت التكفل كليا بهذه الظاهرة وسنستعين بخبراء أجانب إن تطلب الأمر ذلك''· كما أكد الوزير الذي وقف على حجم الأضرار ميدانيا في كل من مدينة اعزازقة وقرية إيغيل بوزان وقرية زان وقرية آث بوهيني، أن المنطقة نجت من كارثة طبيعية حقيقية نتيجة عدم استغلال كل المساحة الطبيعية في مجال البناء ''الحمد لله أن منطقة اعزازقة غير آهلة ومعظم الأراضي فارغة وإلا لكانت حدثت كارثة حقيقية وسجلنا خسائر أكبر''، وانتقد في هذا الصدد إقدام بعض العائلات على البناء في أراضٍ مهددة بظاهرة الانزلاق وصنفت في خانة المناطق الحمراء، ووجه نداء إلى كل سكان المنطقة وكل العائلات الجزائرية يطالبها بضرورة إجراء دراسة جيوتقنية للقطعة الأرضية التي يرغب البناء فيها للتأكد من صلاحية استغلالها ''هي طريقة مثلى لتجنب تسجيل الخسائر في مثل هذه الكوارث''، داعيا إلى إخلاء كل السكنات المهددة بالانهيار وطمأن العائلات بالتكفل الفعلي بهم· كما اعترف بغياب التنظيم في إنجاز العديد من المشاريع التنموية في مختلف المجالات، والتي -بحسبه- تساهم في حدوث مثل هذه الظواهر، وقال في هذا الصدد أن الدولة أعدت مخططا تقنيا ومنهجية دقيقة للتدخل بإمكانها مواجهة مثل هذه الظواهر والوقاية من مخاطرها· هذا، وأضاف وزير السكن أن إهمال الينابيع الطبيعية بمنطقة اعزازقة ساهم في ضخامة ظاهرة انزلاق التربة ''لو تم استغلال الينابيع الطبيعية وتهيئتها لإخراج المياه الباطنية لما حدثت هذه الكارثة''·