شرّح رضا مالك رئيس الحكومة الأسبق مختلف المراحل التي مرت بها اتفاقيات إيفيان وقال إن حنكة المفاوضين الجزائريين وتمسكهم بالأسس والمبادئ المتمثلة في وحدة التراب الوطني ووحدة الشعب الجزائري والاستقلال التام كانت وراء نزول الجنرال الفرنسي ديغول عند إرادة الجزائريين وقبوله بحقهم في تقرير مصيرهم· ودافع رضا مالك الذي كان، صباح أمس، ضيف منتدى يومية المجاهد بمناسبة الذكرى الخمسين لاتفاقيات إيفيان، عن الدور الذي لعبه المفاوضون الجزائريون، من خلال تمسكهم بمبدأ تقرير المصير والأسس التي قامت من أجلها ثورة نوفمبر، مشيرا إلى أن ذلك لم يكن بالأمر الهين، في ظل التعنت الفرنسي والسياسة الجهنمية لقادة المستعمر الذين كانوا يريدون تقسيم الجزائر إلى مقاطعات، على أن يحتفظوا هم بالجهة الجنوبية وجعلها مقاطعة فرنسية· وقال رضا مالك إن هذه المناسبة لا يجب النظر إليها كذكرى ''نسرد فيها التاريخ فقط، بل يجب أن نزرع مبادئها في قلوب الجيل الناشئ، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الجزائر والعالم العربي وانعكست بشكل سلبي على المبادئ التاريخية''· وأبرز رضا مالك النفس الطويل وذكاء المفاوضين الجزائريين الذين أظهروا للعالم تمسّكهم بالمفاوضات، موضحا أن مجيء ديغول غيّر أمورا كثيرة، رغم أنه انطلق من فكرة الجزائر الفرنسية ونادى بما سمي ''سلم الشجعان'' سنة ,1958 مضيفا أن ديغول عاد سنة 1960 وطلب فتح باب المفاوضات، دون شروط مسبقة، فبدأت شصإيفيان الأوليصص التي استمرت من 20 ماي إلى 13 جوان ,1961 ''حيث نوقشت كل القضايا العالقة، الصحراء والضمانات للمعمرين والقواعد العسكرية في رقان وبشار''· كما تطرق المتحدث إلى إيقاف الجانب الفرنسي للمفاوضات وعودة ديغول بعد أزمة بنزرت مع تونس إلى التفاوض مرة أخرى، قائلا ''لقد ارتكزت إستراتيجيتنا على عدم فتح أي نقاش سوى عن سيادة الجزائريين على الصحراء وكان لنا ذلك''· وبحسب رضا مالك، فإن فرنسا أرادت أن تقيم استفتاء تقرير المصير على حساب المناطق، وقسّمت الجزائر إلى فسيفساء، الشعب القبائلي والشعب الموزابي والشعب العربي والشعب الفرنسي والشعب الأوروبي· وأضاف ''لكن الوفد الجزائري أصر على وحدة الشعب ووحدة الأرض والاستقلال التام وكان لنا ذلك''· عائلة كريم بلقاسم تطالب بجعل 19 مارس عيد وطني دعت عائلة كريم بلقاسم ممثلة في ابنته كوثر الجهات الوصية في البلاد إلى جعل تاريخ 19 مارس عيدا وطنيا، على غرار عيدي الاستقلال والثورة، لأنه المناسبة التي تمثل أهم فصول الصراع الجزائري الفرنسي وكانت السبب في حصول الجزائر على استقلالها، بعدما اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار ونزلت فرنسا عند إرادة الجزائريين وقبلت بحق تقرير المصير·