للمرة الألف نضطر لفتح ملف العنف في ملاعب كرة القدم في بلادنا، لأن ما حدث في نهاية الأسبوع الماضي يستحق وقفة تمعن وتساؤل عن المنحى الذي أخذته هذه الظاهرة· فلا يعقل بأي حال من الأحوال أن تنتشر مظاهر العنف والفوضى ومختلف السلوكات الطائشة وسط النشاط الكروي، وتشمل جميع البطولات بمختلف مستوياتها· فمن ملعب الخروب إلى العلمة إلى غليزان، إلى المسيلة وإلى بومرداس، عاشت المنافسة الكروية لحظات هستيرية امتزجت فيها الحجارة التي تساقطت على أرضية الميدان بالمشادات العنيفة التي وقعت بين الجماهير ورجال الأمن، وكذا أعمال الشغب التي تسببت في تكسير واجهات المحلات وزجاج السيارات· وحتى إن كانت الأسباب الحقيقية ودواعي عودة الصخب المبرح في ملاعبنا غير واضحة بالنظر إلى كون ما حدث وقع بعضه قبل أن تبدأ المواجهات الكروية في الملاعب التي عاشت أجواء تراجيدية، فإن ما يمكن الإشارة إليه هو أن ظاهرة العنف باتت مع مرور المواسم سمة أساسية لازمت النشاط الكروي وتكرارها في كل مرة لم يوقظ ضمائر المتسببين فيها· فيما عجز الكل من فيدرالية وأندية وحتى الأمن في إيجاد الدواء لهذا الداء الذي يخدش سمعة كرتنا ويزيدها توترا وتقهقرا، وهي التي تعيش أوضاعا غير مريحة من حيث النتائج والمستوى الفني الذي تقدمه لجماهيرها، وقد يكون القادم أخطر وأقتم مما جرى لحد الآن، لأن المنحى الذي أخذته الظاهرة ينذر فعلا بأن الجولات القادمة سترافقها عدة حوادث وأحداث مأساوية، لا نعلم بعواقبها· وبالمختصر، يمكن القول إن نكهة الكرة في بلادنا آيلة للزوال تماما، مع احتمال مزيدا من هجرة الجماهير الغفيرة التواقة إلى مشاهدة اللعب النظيف، بعد أن سيطرت شرذمة من أشباه المناصرين والمشجعين على أجواء الملاعب وأصبحت تمثل كابوسا حقيقيا لكل من يراوده الحنين لدخول الملاعب أو حتى المرور بمحاذاتها طالما وأن الرعب موجود داخل الملعب وخارجه!؟