تعيش الكاتبة الفلسطينية، ''عدنية شلبي'' كإنسانة مفتوحة ذراعيها على كل التأثيرات الممكنة للنفس البشرية، لذلك هي لا تمنع نفسها لحظات الشعور بالحب والجمال، ولا تحب أن تحبس نفسها في خانة الكاتب الفلسطيني الملتزم بقضيته فقط. هذا ما رددته ضيفة الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، ظهيرة أول أمس، بفيلا عبد اللطيف، حيث جلست تسرد حياتها مع القصة القصيرة والرواية، وتعلن للحضور أنها من جيل ظلمته الكلايشهات الجاهزة، و نعتهم بكتاب الثورة ظلم وإجحاف في حقهم. افتتحت الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، برنامجها الاستكشافي الخاص بدولة فلسطين، بعنوان ''كلمات وكفاح''، باستضافة القاصة والروائية عدنية شلبي، قبل أن يحل موعد زملاءها، ''محمود أبو هشهش'' يوم 21 أفريل، و''محمود شقير'' يوم 12 ماي، ثم ''سعاد العميري'' 02 جوان المقبل. حيث يصب اهتمام المناسبة كما جاء في بيان الوكالة، ليكشف أقلاما جديدة مختلفة عن الجيل السابق: ''إن كان محمود درويش كاتب شاع صيته في جميع أصقاع العالم، فهناك كذلك العديد من الروائيين وكتّاب القصص القصيرة والشعراء الفلسطينيين الذين ينتجون أعمالا فريدة، تميّزها رؤاهم الأدبية وأصالة كتاباتهم، والترويج لهؤلاء الأدباء والتنويه بمواهبهم يساهم في التعريف بالأدب الفلسطيني المعاصر، الذي هو أداة لا تقدر بثمن للتعبير عن هوية وقوة إرادة ذائعتين في التاريخ''. كانت الفرصة للاستماع لقصة ''الساعة''، واحدة من القصص القصيرة التي اشتهرت بها المؤلفة، على غرار القصة القصيرة جدا ''فطر يذبل في ثلاجتي''، و''الرحلة الأولى''، وهي لحظات نصية ترجمت فيها سليلة الجليل (ولدت عام 1974 في قرية عرب الشبلي)، أحاسيس لم تكن لتفصح عنها بالكلمات، لأنها كانت لا تجيد ذلك: ''بدأت بعدم قدرتي على الحديث، فكانت اللغة بالنسبة لي فعل صمت''، على تعبيرها. فالكتابة بالنسبة لهذه الفلسطينية المقيمة بلندن منذ 11 عاما، وسيلة ''لخلق عالم بديل يروقني''، تقول المتحدثة، التي ترى أن الكتابة فعل يولد من حالات شعورية متعددة، وليس فقط من لحظة ألم ونزيف. اغتنمت الروائية فرصة التحاور مع الحضور، لتقول أنها من جيل مختلف عن آبائه، مشيرة إلى محمود درويش وغسان كنفاني وغيرهما من الكتاب الذين اشتهرت أعمالهم الملتزمة بقضية فلسطين. فجيل عدنية لا يريد الانحباس في خانة واحدة ووحيدة: ''نحن جيل نكتب عن الحب والجمال، ومن الظلم أن نصنف ككتاب ثورة فقط''، تردف الساردة العربية التي بررت موقفها بالقول، إن جيل درويش رغم كل الظروف الصعبة، تمتع بحرية أكبر في التعبير، وقد تعامل كنفاني وآخرون مع شكل واحد من الاحتلال، بينما جيل اليوم، يواجه أكثر من احتلال: ''أصلا لا نملك الحرية للكتابة والاحتلال اليوم له وجوه أخرى''. بالإضافة إلى أن عدنية تتشبث بالإرث العائلي، فهي تكتب من منطلق بيئتها، صاحبة حدس قوي، وحس ساحر ملفت للانتباه، تجيد الوصف، تنتج كلمات بلغة رشيقة وجمل قصيرة، بشحنة وجدانية لفتت إليها انتباه الراحل محمود درويش الذي طلب منها الكتابة في دورية ''الكرمل'' حينما كان يرأس تحريرها في رام الله. لفتت انتباه دار الآداب فيما بعد، فنشرت عندها ''المساس'' روايتها الأولى في .2002 أما النص الروائي الثاني فاسمه ''كلنا بعيد بذات المقدار عن الحب'' فنشر مؤخرا بدار الآداب في بيروت.