أصدرت منشورات ''فيسيرا'' للنشر، نهاية الأسبوع الماضي، كتاب ''الوشم'' الجامع لمحاضرات ومداخلات المشاركين في العكاظية الوطنية الثانية للشعر الشعبي، المنظمة بدار الثقافة ببومرداس من 8 إلى 10 مارس .2011 يضع ''الوشم'' في متناول القارئ مجموع المحاضرات والقصائد الشعرية الشعبية التي شارك بها أصحابها في إطار العكاظية، التي حملت عنوان ''الوشم في نصوص الأدب الشعبي الجزائري''. وأول نص يطلع عليه المتصفح للكتاب في حجمه الصغير، بعنوان ''قصائد لمقامات الوشم، يحي الواسطي عند محمد بن مسايب''، لصاحبها الكاتب الصحفي مهدي براشد، الذي وفق في رسم منحنى تفسيري لكلمة الوشم لغة ونحوا ووضعها في سياقها الاجتماعي والثقافي، وفسر المعاني الضمنية والظاهرة في لغة الشعبي، وكيف تخفي هذه الكلمة المستعملة في قصائد بن مسايب أكثر من دلالة: ''الوشم رسم تزييني ورمزي على الجسد''، كما كتب براشد، وهو أيضا قريب إلى المنمنمات بصفتها رشة وزخرفة. أما العلاقة بين الوشم وبن مسايب: افهي تشبه إلى حد كبير تلك العلاقة بين الحريري والواسطيب يكتب الباحث، وهو يذكر للقارئ كيف بات جسد المرأة في قصيدة بن مسايب ''رخاما'' و''عاجا'' و''زجاجا''. أما عثمان بولرباح، أستاذ في جامعة الأغواط، فتطرق من جهته إلى ''شعرية القصيدة الشعبية الجزائرية''، فقال إن ''الشعر الشعبي يترجم نفسية وسلوكات مجتمعات الصحراء والسهوب وحتى الهضاب''، وعليه يتعمد الشاعر ''لغة الشعب'' ليعكس أحلامه وحياته، ويصل الباحث إلى نتيجة مفادها أن ''الشعر الشعبي الجزائري أغزر مادة وأكثر تنوعا من الشعر الفصيح، كما كان أكثر التصاقا بقضايا الناس ومشاكلهم اليومية''. يسجل توفيق ومان، رئيس الرابطة المغاربية للأدب الشعبي: ''أن التراث الشعبي لا يزال يفتقر إلى الكثير من الجهد والعناية والالتفات، سواء تعلق الأمر بجمعه أو تدوينه أو حتى دراسته وتتبعه فنيا وجماليا''. ويشير في ورقته إلى أن الزوايا مثل القادرية والتيجانية والعثمانية والحمانية... وغيرها لعبت دورا كبيرا في الحفاظ على البعد الإسلامي والهوية الأمازيغية والعربية. يقدم الكتاب باقة من القصائد الملقاة بالمناسبة، نذكر على سبيل المثال: ''هنا ندير المستقبل'' للشاعر صالح رباح، ''الجزائر'' لدحو قادة، ''نصحوني نرميك'' لمي غول، بينما كتب عمر بوجردة ''مقادير''، واخبر حسان بلعبيدي عن ''سكات''، ومحمد سعداني ''عيش وملح''، ومن ''الصبر'' لعائشة بوسحابة إلى واقع ''الفن'' في نظر عمر زيعر.