انتهى مؤخرا الشاعر ياسين أوعابد من تسجيل مجموعة من القصائد لفطاحل الشّعر الشّعبي أمثال بن مسايب، بن سهلة، محمد الباجي وآخرون،على قرص مضغوط، وتأتي هاته المبادرة في سبيل الحفاظ على التراث اللامادي من الاندثار والضياع. في حوار خص به جريدة "الأيام" تحدث الشّاعر أوعابد عن تجربته الشعرية وجديده الذي بناه على الكتابة عن كلّ ماهو جميل فهو يجد نفسه في هذا التواصل الجمالي بغض النظر عن كونه قديما تراثيا أو جديدا حداثيا، مغنّى أو مؤدى، قصيدة أو أغنية، فالإبداع يقول الشاعر "لا يضع حدودا بين الماضي والحاضر والكلمة الصادقة وحدها من تأسرني وتشدني إليها". وعن قدوته في الكتابة أكّد أوعابد أنه من بين الأسماء التي كان لها عظيم الأثر في كتاباته الشعرية نجد محمد الباجي، بن مسايب، الشيخ السماتي بن سهلة وغيرهم ممّن أثروا الساحة الأدبية في عصرهم. ياسين أو عابد الذي أكّد لنا أن محبّة الناس تدفعه دوما للمضي قدما أوضح أن الشاعر الذي يجسّد ذاته هو من ينقل مشاعره بصدق أكبر. وعن ابتعاده مؤخّرا عن السّاحة الثقافية أكّد ياسين أوعابد أن الفنان بشكل عام بحاجة إلى فترات صفاء مع الذات يبتعد فيها قليلا عن الأضواء ليجدد عطائه وطاقته فيبدع وينتج أفضل ما لديه من جهة، وهذا ما سمح له كما يقول أن يتابع أحداث الراهن الثقافي عن بعد ودون .في هذا السياق أبدى الشاعر الشعبي استياءه من تطفل بعض الأسماء على الساحة وابتذال القصيد الشعبي قائلا: فيما يخص رأيي في شعراء الجيل الجديد فهناك من ينظم شعرا يطرب الآذان ويرتقي بالذوق العام وهناك من يغني لكي يغني وليس كل من غنى مطربا وليس كل كاتب كلمات شاعر، مؤكدا أنّ القصيدة الشعبية الجزائرية لن تموت وستظل الأجيال تتوارثها جيلا بعد جيل، خاصة في ظل تواصل الجهود الرامية للحفاظ على الموروث الشعبي من النسيان والضياع، من خلال عملية جمعه وتدوينه وحفظه .جدير بالذكر أنّ الشّاعر ياسين أوعابد أنهى كتابة كلمات جنيريك لحصص تلفزيونية ستعرض خلال شهر رمضان المقبل، إضافة لعدد من القصائد التي ستلحن وتؤدّى من طرف بعض فناني الشعبي فريبا.