ما إن وضع بلخادم سماعة التلفون، حتى راح يبكي ويزعق كأنه طفل بايبي.. أغلق باب الغرفة على نفسه وراح يمزق ثيابه ويلعن اليوم الذي عرف فيه سي عفيف.. اقتربت زوجته من باب الغرفة وراحت ترهف السمع، فسمعت زوجها يقسم بالثلاث أنه سينتقم شر انتقام من سي عفيف ومن كل هؤلاء الذين مرغوا وجهه في التراب.. طرقت على الباب فوجدته مغلق فظنت أن زوجها فقد عقله، نادت عليه وهي تلعن بدورها الأفلان والسياسة التي أفقدتها زوجها الذي أصبح لا يفتح عينا ولا يغلق عينا إلا على الصراعات داخل الأفالان.. لكن بلخادم رفض أن يرد عليها وراح يصرخ بأعلى صوته، وعندها شعرت بالقلق وتلفنت لإبنتهما لكن ابنتهما لم ترد عليها استبدت المخاوف بزوجة بلخادم فتلفنت إلى بوتفليقة وراحت تبكي مستنجدة بالرئيس، تلفن الرئيس إلى بلخادم فرفع هذا الأخير التلفون قائلا: ''نعم، نعم يا سيدي الرئيس'' فقال بوتفليقة ''ما بك؟! هل جننت؟! كيف تغلق الباب على نفسك، وتهرب مثل الأطفال الصغار من أمام خصومك.. هل هذا هو الرجل الذي وضعت فيه ثقتي؟!'' وعندئذ راح بلخادم يطلب السماح وهو يشهق بالبكاء ''اسمح لي يا سيدي الرئيس.. اسمح لي.. أنا مهموم.. حاولت أن أطبق كل ما أمرتني به.. لكن ذلك المجنون المكلوب قلب الدنيا على رأسي.. ''قال الرئيس غاضبا'' من هو! من هو؟! ''إنه سي عفيف.. إنه لا يعرف إلا إشعال الفتن.. وأنا الآن خائف.. خائف يا سيدي الرئيس. إنهم عولوا على رأسي.. وسيضحون بي يوم السبت.. يوم السبت يا سيدي الرئيس''، صاح الرئيس غاضبا من جديد.. ماذا أصابك، لم أعهدك ضعيفا هكذا.. ألم تقل لي أنك ستضعهم في جيبك وأن لا خوف عليك.. أهكذا تسقط أمام أول امتحان؟! هيا، هيا، انهض حالا، وافتح بابك، ولا تخلع زوجتك واغسل وجهك، وأقلع حالا إلى مقر الأفالان.. قال بلخادم لا، لا يا سيدي الرئيس.. لقد جلب سي عفيف كلابا ألمانية خطيرة، ولقد دربها على نهش لحمي.. قال بوتفليقة.. ''كلاب!؟''... قال بلخادم.. أجل، أجل يا سيدي الرئيس.. كلاب، شبيهة بالكلاب التي أطلقها على أنصار بن فليس يوم كنا إلى جانبك ضد بن فليس يا سيدي الرئيس...