هل سيسقط بلخادم؟! هل ستلحقه لعنة بوتفليقة بعد أن كان لوقت طويل الرجل المقرب منه ومشروع خليفته؟! من لهم علم بأسرار أهل الحكم، يقولون أن بوتفليقة كان يراهن على بن فليس كخليفة له·· لكن خيانة هذا الأخير له، أثارت في نفسه آلاما كبيرة لا يمكن تصورها عشية عهدة بوتفليقة الثانية، ويقول من لهم علم بأسرار أهل الحكم·· أن بوتفليقة لم ينم لفترة طويلة وهو يفكر في كل تلك الإساءة التي كالها له بن فليس عندما زين له أنه سيصبح رئيسا لا محالة·· ووجد في لحظة ضعف في شخص بلخادم الرجل الطيب، والرجل الوفي، والرجل الذي لا بد أن يخلفه يوما في قصر المرادية·· وسعد بلخادم بهذه الثقة لكن الرجل سقط في نفس ما سقط فيه بن فليس، عندما أسر إلى مقربين له أنه أصبح يحظى بثقة مزدوجة، ثقة بوتفليقة من جهة وثقة تيار مهم في العسكر·· وفي فترة أخيرة عندما شعر ببرودة من قبل بوتفليقة، قال لمقربين منه، أن بوتفليقة انتهى، وأن غضبه عليه لم يعد له من ثقل، لأنه أصبح قاب قوسين من الحكم، فالعسكر لن يخشونه، لأنه سيضمن لهم ورقة الإسلاميين، وسيضمن لهم الإستقرار، خاصة بعد أن انتهى العسكر أن الديمقراطيين والعلمانيين لم يعودوا يمثلون شيئا·· وأسر أيضا لمقربين منه·· أن العسكر لن يوافق بأي شكل من الأشكال على عودة الفيس ورموزه، وأن هؤلاء غير قادرين على مواصلة السياسة، إلا بالإعتماد عليه، فهو أصبح الطير النادر، والشر الذي لا بد منه··· وربما لهذا قضى قضاء مبرحا على المقرب منه سي عفيف الذي فتح على نفسه أبواب جهنم داخل الأفالان، عندما ترك بلخادم يأكل الشوك بفمه، فم سي عفيف·· لكن ها هو يتخلى عن سي عفيف ما دام يعتقد الإعتقاد كله أن الجهة القوية في الحكم لا يمكنها الإستغناء عنه·· وربما زين له كل هذا، تلبيته دعوة جريدة ماريان، عندما طار دون أن يستشير لا العسكر ولا بوتفليقة إلى مارسيليا·· هل كان ذلك حبا في النقاش·· لا يا عباد الله·· فهو كان يرجو لقاء هولاند المرشح للرئاسيات، وكان يرجو لقاء من لهم اليد الطولى في الشانزليزي ليطمئنهم على مصالحهم في حالة ما وقفوا إلى جانبه في سباقه للرئاسيات، لكن هولاند اعتذر في آخر دقيقة عن المجيء إلى ندوة ماريان، وبالتالي ملاقاة بلخادم·· [هل كان يعلم؟] بالكارثة، فبوتفليقة، وهو الرجل المحنك اكتشف ما كان بلخادم يخفي في سفرته إلى مارسيليا، فاستشاط غضبا، وأعلن البراءة منه، عندما نفضت الرئاسة يدها من بلخادم في بيان للناس·· والآن ماذا سيفعل بلخادم، هل سيطلب العفو أم سيتحدى··؟! غدا لناظره قريب·