''الديمقراطية موجودة صح لكن الديمقراطية تاع ابني عميس، سيروم مكاش، دم مكاش، الخيط مكاش، هذا هو الطب المجاني، أنتما تمرضوا غير في وقت الفطور والعشاء، مدية الرشوة، حين اشتريت دار مدية الرشوة من حبيت ندخل ولدي للمدرسة هنا كل شيء بالرشوة''· كلمات مقتطفة من مشاهد متعددة عن رائعة مسرحية ''الأجواد'' لعبد القادر علولة، دخلت بها الجمعية الثقافية لنجوم مسرح وهران غمار المنافسة بمهرجان المسرح المحترف بسيدي بلعباس في طبعته السادسة· تعد مسرحية جلول الفهايمي، المشهد الثالث من رائعة الأجواد للمرحوم عبد القادر علولة، قام بإعادة إخراجها بوزيد دحو أمين وتقمص أدوار التمثيل نخبة من الوجوه الجديدة على شاكلة بوعجاج سارة، خساني محمد، قديد محمد، عماد جعفر، عابد جواد، زهر الدين، وبزيد دحو أمين. تحكي أحداث المسرحية حياة جلول الفهايمي، عامل بسيط وشريف بالمستشفى، فحبه وغيرته على وطنه جعلاه يحارب كل أنواع المظاهر الاجتماعية المتفشية في مجتمعه من رشوة وسرقة أموال الشعب والبيروقراطية. فجلول الفهايمي الذي يعتبر البطل الرئيسي بالعرض رغم عصبيته الساخطة عن الوضع إلا أنه كان يحاول بطريقته إنقاذ ما يمكن إنقاذه في مجتمع مليء بالعراقيل. دارت أحداث العرض داخل مستشفى عمومي، وهو الشيء الذي ساعد على نسج العديد من المشاهد الكاشفة عن الوضع المزري، كما أن هذا الأخير جعل المخرج يتلاعب بالمشاهد المسرحية من خلال طرحه لكثير من قضايا الفساد المنتشرة داخل المجتمع. ما ميز العرض الذي ينتمي إلى مسرح الحلقة، أنه قدم بطريقة هزلية ساخرة، غير أنها تحمل العديد من الرسائل الاجتماعية والسياسية ذات دلالات متعددة، فالمخرج حاول بطريقته بعث نص علولة وجعله يتماشى مع الأوضاع الراهنة، وهذا رغم أن النص كتب سنة ,1985 وهذا ما أثبته الممثلون، حيث أنهم أبدعوا على الركح وأخرجوا كل طاقتهم الجمالية ليؤكدوا للجمهور أن علولة لا يزال على قيد الحياة رغم أنه غادرها منذ زمن بعيد، والشيء الجميل الذي لمسناه خلال العرض أيضا، أن الممثلين كانوا يحملون نفس الحماس وحرارة حب المسرح التي كانت معروفة عند جيل السبعينيات، وعليه أبدع الممثلون وأحسنوا في اختيار النص، هذا ما أكده لنا الجمهور القليل الذي كان بالقاعة، وتفاعل مع العرض بشكل لافت.