شهد مسرح قسنطينة، ليلة أول أمس، عرض مسرحية ''الأجواد''، التي كان قد كتبها وأخرجها سنة 1985 عملاق المسرح الجزائري المرحوم عبد القادر علولة، وأعاد إخراجها هذه المرة محمد الطيب دهيمي من مسرح قسنطينة. حاول دهيمي الوفاء للنص الأصلي لعبد القادر علولة، مع إدخال بعض طرق التواصل الحديثة، مثل الكمبيوتر والأنترنت وأشكال التعبير عند الشباب حاليا، في الانتقال من مشهد إلى آخر. والمسرحية هي حكاية ''أكلي'' الذي يهدي هيكله العظمي للثانوية التي كان يعمل بها طباخا، ليستفيد منه التلاميذ في دروسهم، وهي أيضا قصة ''جلول الفهايمي'' الذي يدافع عن حقوق العمال ويتلقى جراء ذلك العقوبة تلو الأخرى، و''سكينة'' التي تتعرّض للإعاقة في المصنع الذي تعمل فيه، وتتلقى هبة تضامنية من زملائها، وأيضا هي جهود ''الربوح'' الذي يسخر نفسه لمساعدة شباب الحي، وإطعام حيوانات الحديقة التي يتهدّدها الجوع. هؤلاء ''الأجواد'' الذين جسد شخصياتهم هذه المرة أحسن بن عزيز، كمال فراد، عتيقة بلازمة، محمد دلوم، زبير إزام وغيرهم، أعادوا للجمهور ذكريات المرحوم سيراط بومدين، ومحمد حيمور، وبلقايد وغيرهم من الذين كانوا قد سردوا علينا هذه الحكاية، بحضور المرحوم عبد القادر علولة منذ أكثر من 25 سنة. وقد وفق المخرج الطيب دهيمي إلى حد كبير في الحفاظ على روح النص الأصلي، رغم أنه اضطر إلى حذف بعض المشاهد للتقليص من مدة العرض. وما يؤخذ على العمل هو أداء محمد دلوم الذي لم يوفق في تجسيد شخصية ''جلول الفهايمي''، لأنه حاول تقليد المرحوم سيراط بومدين ولم يفلح في ذلك، وكان من الأفضل أن يؤدي الدور بطريقته وحسب مؤهلات شخصيته.