دعا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إلى تعبئة كافة الطاقات الوطنية لاستكمال برامج الإصلاح والتشييد وإنجاح جميع الاستحقاقات السياسية القادمة· وقال رئيس الجمهورية في رسالة وجهها بمناسبة يوم العلم ''إننا نعيش عولمة شاملة حاملة لمتغيرات جذرية تتطلب يقظة الوعي الجماعي بأهمية التحديات المطروحة، وحساسية الظروف المحيطة تقتضي تعبئة كافة الطاقات الوطنية لاستكمال برامج الإصلاح والتشييد المسطرة وإنجاح كافة الاستحقاقات السياسية القادمة التي نعتبرها محطة فاصلة ورهانا مصيريا يجب أن نكسبه ولا خيار لنا إلا النجاح''· وفي هذا الصدد، أوضح أن ''الشعوب التي لا تحسن قراءة التاريخ واستخلاص الدروس قد تعيش هذا التاريخ أكثر من مرة. وهي إن لم تجتهد وتشارك في صياغته، فإنه لا محالة سيصنع في غيابها وربما يرتب ضدها''· ولدى تطرقه إلى الانتخابات التشريعية المقبلة، دعا الرئيس بوتفليقة إلى أن تكون المجالس المنتخبة ''مجالس يعتمد عليها كإطار للتفكير والتدبير وخزان للكفاءات والخبرات وهيئة استشارة ومراقبة''· وأعرب الرئيس بوتفليقة عن أمله في أن تمثل هذه المجالس ''بحق إرادة الشعب كل الشعب الجزائري بمختلف شرائحه وفئاته وتياراته بأغلبيته وأقليته بأحزابه الكبيرة والصغيرة مستوعبة لقضاياه ومستجيبة لطموحاته''· كما يتعين على هذه المجالس، حسب رئيس الجمهورية ''أن تشارك على نحو فعال في صياغة النصوص والقرارات وبلورة الخطط والسياسات التي من شأنها خدمة مصالح البلاد والعباد''· ''ومن هنا تتجلى أهمية المشاركة المكثفة في اقتراع العاشر من ماي القادم وإنجاح الانتخابات التشريعية التي ستفرز هيئة تشريعية رقابية عليا ضمن مؤسسات الجمهورية العتيدة''، حسبما أضاف الرئيس بوتفليقة. ولضمان انتخابات حرة وشفافة، أكد رئيس الجمهورية أن الدولة قدمت ''كافة الضمانات''، داعيا في الوقت ذاته الأحزاب السياسية والمواطنات والمواطنين إلى تأدية دورهم وتحمل مسؤوليتهم ''حتى لا تذهب تضحيات النساء والرجال الذين جاهدوا في سبيل الاستقلال والوحدة الترابية لهذا البلد سدى، وحتى ينال تفاني الذين دافعوا عن سيادته وتنميته حقهم من العرفان''· من جهة أخرى، اعتبر أن التعددية الحزبية والنقابية وحرية الصحافة في الجزائر تعد مدرسة حقيقية للتكوين والتعلم جددت العهد بتقاليد تعددية الحركة الوطنية. ولدى تطرقه للإصلاحات التي باشرتها الجزائر خلال هذا العام من أجل مشاركة أكبر للنساء والجامعيين والشباب وحالات التنافي مع العهدة الانتخابية وتحسين ظروف ممارسة الحقوق السياسية بتعديل قانون الانتخابات وقانون الأحزاب والجمعيات ''تصب كلها في اتجاه التعميق الجاري للمسار الديمقراطي''· وأضاف رئيس الجمهورية قائلا ''لكن هذا المسعى المتوخي دعم المكاسب المسجلة في مجال الحقوق السياسية كما لا يمكن عزله وتقويمه خارج مكاسب وتواصل خطط التنمية وتحسين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية لشعبنا، لا يمكن عزله أيضا عن الإجراءات المتخذة لإحلال السلم في إطار المصالحة الوطنية''· وأشار رئيس الدولة في هذا الصدد إلى أن المعنى الحقيقي للتنمية والديمقراطية ''لا يكتمل إلا في المجتمع المطمئن المتصالح مع تاريخه، المجتمع الذي لا يخشى على مستقبله... وهو رهان الانتخابات المقبلة وهذا هو جوهر الإصلاحات المنتهجة''· واعتبر رئيس الجمهورية أن الشعب الجزائري ''على غرار كافة الشعوب المضطهدة تعلّم أن التنمية والديمقراطية لا تأتيه من أية جهة خارجية كانت بلغت ما بلغت من درجات التطور والديمقراطية''·