رحب المجلس الوطني السوري المعارض بالقرار الصادر بالإجماع عن مجلس الأمن الدولي بإرسال طلائع بعثة مراقبين في أقرب وقت ممكن إلى سوريا، لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار هناك. من جانبه، قال المندوب السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري، إن دمشق تدرس القرار الدولي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه ينبغي منح المراقبين المزمع إرسالهم إلى سوريا حرية كاملة في التنقل والوصول إلى أي مكان يشاؤون، مضيفا إنه سيقدم مقترحات بحلول يوم الأربعاء بخصوص تشكيل فريق يضم نحو مائتين وخمسين فردا، سيوزعون في أقرب وقت ممكن. في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره لندن، إن القوات السورية قصفت يوم الأحد حي الخالدية بمدينة حمص قصفا مركزا. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد ''إن القصف بدأ صباح أمس الأحد، حيث كانت تسقط على الحي ثلاث قذائف في الدقيقة بالمعدل''. وأضاف عبدالرحمن، إن القصف طال أيضا حي البياضة فيما وصفه بأعنف قصف تشهده المدينة منذ سريان وقف إطلاق النار يوم الخميس، وقال إن القوات الحكومية أصبحت تسيطر الآن على سبعين بالمئة من حمص، بينما مازال المعارضون يسيطرون على عدد من الأحياء القديمة فيها. وكان القصف قد أودى بحياة 3 أشخاص أول أمس السبت. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن مدير المركز السوري لحقوق الإنسان قوله أول أمس السبت، إن قوات الأمن السورية قتلت السبت أربعة أشخاص في منطقة الإذاعة في مدينة حلب الواقعة شمالي البلاد. إلا أن وسائل الإعلام الحكومية قدمت رواية أخرى مختلفة للحادث، إذ ذكرت وكالة الأنباء الرسمية ''سانا'' أن ''مجموعة إرهابية مسلحة في جبل الإذاعة بحلب أطلقت النار واعتدت على الممتلكات العامة والخاصة، كما حاصرت مبنى المركز الإذاعي والتلفزيوني في المدينة''. ونقلت الوكالة عن مراسلها في حلب قوله: في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف أتت مجموعة غريبة عن منطقة سيف الدولة، وبالتحديد منطقة الإذاعة، إذ توافدت بالتزامن مع صلاة الظهر إلى جامع الرشيد وانتشرت في كل المناطق المؤدية إلى الجامع وإلى المركز الإذاعي والتلفزيوني''. وأضاف إن المجموعة، التي كانت تحمل معها أجهزة هواتف محمولة، بدأت بعملية إطلاق النار في محاولة منها لاستغلال تجمع مئات المواطنين المتوافدين لأداء الصلاة. وأضاف المراسل إن المسلحين انتشروا في منطقة جبل الإذاعة وأطلقوا النار على المواطنين المدنيين وعلى عناصر قوات حفظ النظام التي ''لم تكن تحمل أي نوع من السلاح''. وقال المراسل إن المجموعة أطلقت قنابل المولوتوف الحارقة على الشارع لدى وصول قوات حفظ النظام، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق. وأضاف إن الجهات المختصة لا تزال تلاحق المسلحين ''الذين تمركزوا وسط الأحياء الشعبية مدججين بأسلحة من نوع بوبمكشن وكلاشينكوف، ويهددون بها المواطنين للدخول إلى منازلهم ويطلقون النار بوجه كل من لا ينصاع إليهم''. كما نقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إنهم رأوا 11 مسلحا يطلقون النار بشكل عشوائي في منطقة الإذاعة. وكان مجلس الأمن قد أقر بالإجماع مشروع قرار يدعو إلى نشر بعثة مراقبين دوليين لرصد وقف إطلاق النار في سوريا، وسط تقارير تحدثت عن مواجهات بين القوات الحكومية والمعارضة في مدينة حلب، ووقوع عمليات قتل وخطف في مناطق مختلفة من البلاد.