عندما بدأ الموسم الكروي الحالي، لم يكن أي أحد يراهن على حظوظ نادي شبيبة الساورة الذي انضم إلى أندية القسم الثاني المحترف، بعد الصعود المستحق الذي حققه ضمن بطولة قسم الهواة لعدة اعتبارات منها أن هذا النادي المغمور يتواجد في أقصى الجنوب ولم يسبق له أن برز إلى الواجهة، ناهيك عن كون بطولة القسم الثاني تضم عدة أندية عريقة سبق لها اللعب في القسم الأول. ميلود بوشنافة أحد مسيري الفريق: عانينا من الحرة طيلة الموسم ولم تكن انطلاقته الموفقة التي سجلها في بداية الموسم بفضل النتائج الإيجابية التي أحرزها لتغير من الأحكام المسبقة التي قيلت في هذا الفريق، ويمكن القول إن الرتبة التي احتلها عند نهاية مرحلة الذهاب هي التي جلبت له التقدير والاحترام، حيث تأكد الجميع أن شأن هذا النادي المغمور سيكون مغايرا لكل التوقعات وهو ما أكده خلال مرحلة العودة، وإذا كان صعوده اليوم ما يزال يصنع الحدث في الوسط الكروي، فإن مشواره الجيد أخلط كل الأوراق وتواجده القادم ضمن أندية القسم الأول بات واقعا ملموسا وحقيقة لا يمكن لأي أحد تجاهلها. من قِسم ما بين الجهات إلى دائرة الأضواء إذا كان تاريخ هذا الفريق يعود تحديدا إلى فترة السبعينيات، حيث كان ينشط تحت تسمية الشباب الرياضي لبلدية مريجة وهي منطقة متواجدة بمنطقة الساورة، غير أن تواجده في الساحة الكروية لم يدم طويلا، حيث تم حله وبالتالي اندثاره، وقد دام هذا الغياب سنوات طويلة إلى غاية 2009 عندما تمكن من تحقيق الصعود إلى القسم الجهوي، لتتوالى الانتصارات والنتائج الإيجابية للفريق، حيث تمكّن في ظرف أربع سنوات من بلوغ بطولة القسم الأول بعد أن مرّ على قسم الهواة سنة 2010 والقسم الثاني 2011 الذي يلعب اليوم جولاته الأخيرة، بعد أن ضمن الصعود إلى القسم المحترف الأول. وحول هذا الإنجاز، يرى ميلود بوشنافة وهو أحد مسيري الفريق أن السر في تألق تشكيلته يعود أساسا إلى الإرادة التي عادت بها إلى الواجهة خلال موسم 2008 ,2009 ''عندما أعدنا بعث الفريق سنة 2008 كان هدفنا منذ البداية هو محاولة جمع شمل المنطقة من خلال البحث عن كل اللاعبين المتواجدين وهو ما دفعنا إلى تغيير اسم الفريق إلى الشبيبة الرياضية للساورة وهو في الحقيقة استرجاع لاسم الفريق الذي كان متواجدا في فترة السبعينيات''. أما عن هدفنا الكروي فلم يكن يتعدى حدود احتلال مكانة محترمة بين أندية القسم الثاني، لكن مع مرور المقابلات خاصة خلال مرحلة العودة بدأت طموحات الفريق تكبر نحو الأعلى، بعد أن آمنا بحظوظنا في لعب ورقة الصعود وهو ما تحقق لنا اليوم''. الاعتماد على لاعبي الفريق إذا استثنينا بعض الفرديات التي جلبها الفريق في بداية الموسم في صورة بلجيلالي وترياح من اتحاد البليدة وبرابح من شباب باتنة، فإن النواة الحقيقية للفريق كانت من لاعبي الساورة المعروفين الذين ساهموا في صعود الفريق من الأقسام الدنيا على منوال فتحي فاتح، مطراني هداف الفريق وزايدي. وإذا كان هناك عامل مهم لعب دوره في تحقيق الفريق لكل هذه النتائج فهو بدون شك الدعم المادي الذي منحه رئيس الفريق زرواتي محمد وهو مقاول معروف على مستوى المنطقة، ما جعل ميلود بوشنافة يؤكد ''تمويلنا الوحيد كان مصدره رئيس الفريق، وهذا إلى غاية الموسم الماضي الذي شهد أولى الإعانات التي وصلتنا من الولاية وتواصلت هذا الموسم، ودخولنا المرحلة الاحترافية كان بطريقة تدريجية بالنظر إلى المنافسة الأولى لنا في القسم الأول''. هكذا عانى الفريق خلال الموسم وإذا كانت كل الظروف المادية والبشرية التي مر بها الفريق إيجابية ومستقرة، فإن ذلك لم يمنع من معاناة الفريق في بعض الجوانب الأخرى وقد لخصه لنا بوشنافة في النقاط التالية ''لقد تعرضنا إلى الاحتقار الذي أبان عنه بعض مسيري أندية القسم الثاني، لكوننا من منطقة الجنوب، ما دفع بعض الأقلام الصحفية إلى إطلاق صفة المفاجأة على النتائج التي حققناها خلال هذا الموسم، وهو ما اعتبرته إدارة الفريق نوعا من المزايدة، لقد عانينا من التمييز طيلة الموسم ولم تشفع لنا سوى النتائج الجيدة التي حققناها وجعلت البعض يتهموننا بترتيب المقابلات من خلال دعايات مغرضة، بعد أن عجز البعض عن هضم تألقنا الميداني''. وفي سياق حديثه عن الموسم القادم، لم يخف بوشنافة صعوبة اللقب في القسم الأول وهو ما سيحتم على الفريق تدعيم بعض المراكز للظهور بمستوى تنافسي مقبول.