يواصل فريق شباب الساورة مشواره نحو تحقيق حلم ولايات الجنوب الغربي، حيث لم يعد يفصله عن حظيرة الكبار سوى 10 نقاط ستضمن له في حال تحصيلها اللعب في القسم المحترف الأول الموسم القادم بعد أربع سنوات فقط من عودته إلى الساحة الرياضية الجزائرية التي غاب عنها لحوالي أربعة عقود· فريق الجنوب الغربي، وبشهادة أهل الاختصاص، هو بصدد صنع الاستثناء في تاريخ الكرة الجزائرية بعد أن استطاع في ظرف قياسي اجتياز أربعة أقسام هي على التوالي: ما بين الرابطات، القسم الجهوي، القسم الثاني هواة ثم المحترف الثاني، حيث يحتل حاليا المرتبة الثانية في الترتيب العام بفارق 6 نقاط عن ملاحقه المباشر سيدي بلعباس، ولم يعد يفصله عن تحقيق الصعود للقسم المحترف الأول سوى ستة لقاءات يتوجب عليه خلالها حصد 10 نقاط من مجموع 18 نقطة لضمان التواجد بشكل رسمي في حظيرة الكبار، وهي المهمة التي قال عنها مدرب الفريق بن حفيان محمد بأنها ''صعبة للغاية وتحقيقها ليس بالأمر الهين... لكنها ليست مستحيلة وبالإرادة والعزيمة القوية ستتحقق إن شاء الله''... هكذا عاد فريق شباب الساورة للساحة بعد 40 سنة من الغياب حسب من تحدثنا إليهم من أعضاء المكتب المسير للفريق واللاعبين، مساء أول أمس، على هامش تواجدهم بفندق المهدي باسطاولي تحسبا للقاء الذي جمعهم، مساء أمس، بفريق أولمبي المدية، فإن عودة فريق شباب الساورة إلى التواجد بعد آخر ظهور له سنة 1970 كان بناء على رغبة بعض الرياضيين بمنطقة المريجة التابعة لدائرة القنادسة (70 كلم) عن ولاية بشار في لمّ شمل الفرق البلدية وشباب الأحياء في فريق موحد يمثل ولاية بشار ويعود بها إلى الواجهة، وكان ذلك مع بداية سنة ,2008 حيث أن الفكرة لاقت استحسان كل من عرضت عليه، وحينها تقرر إنشاء فريق حمل اسم ''شباب القنادسة'' في البداية، كان تابعا للبلدية، وقد تم تعيين محمد زرواطي رئيسا له، وبعد تحقيق الفريق الصعود إلى القسم الجهوي تم تغيير اسمه إلى شباب الساورة كونه يضم لاعبين من خمس ولايات هي بشار، أدرار، النعامة، البيض وتندوف··· وهي التي يطلق عليها مجتمعة اسم ''الساورة''، وحينها كان يتكون من عناصر شابة تم اختيارها من فرق الأحياء بنسبة 100% وهي نفسها التي استطاعت تحقيق الصعود إلى القسم الثاني هواة، وحاليا هي تمثل 70% من التشكيلة، بينما تم استقدام بعض الأسماء لاعتبارات استراتيجية وتقنية حسب المدرب بن حفيان لأن المنافسة قوية، بينما حافظ الفريق المسير ومختلف الأطقم، وكذلك الحال بالنسبة للمدرب، على مناصبهم ولم يتم تغيير أي منهم منذ تشكيل الفريق. سر نجاح الفريق في استقراره والإمكانيات المادية المريحة وعن سر النجاح والاستثناء الذي يصنعه الفريق، ذكر رئيس الفريق وبعض أعضاء المكتب المسير، أن الاستقرار وتوفر الإمكانيات كان السبب في تحقيق شباب الساورة لنتائج إيجابية متواصلة انعكست على مشوراه الرياضي ومكنته في وقت قياسي من اللعب على ورقة الصعود للقسم المحترف الأول· أما عن الإمكانات المادية، فقال رئيس الفريق إنها متوفرة وإن الفريق يعيش بحبوحة مالية، حيث أن جميع اللاعبين يتقاضون مستحقاتهم المالية على اختلافها في أوقاتها المحددة، وكذلك الحال بالنسبة لجميع العاملين والمسيرين، مؤكدا أنه لم يتم تسجيل أي مشكل في هذا الصدد منذ تشكيل الفريق، موضحا في حديثه عن مصادر التمويل أنها تأتي من الجهات الرسمية على غرار البلدية والولاية، يضاف لذلك دعم محبي الفريق الذي أصبح يمثل ولايات الجنوب الغربي مجتمعة، يضاف لذلك مداخيل الملعب، حيث أن جميع لقاءات الفريق في الداخل تعلب أمام جمهور غفير لم تعد تستوعبه مدرجات الملعب التي تتسع ل 20 ألف متفرجا فقط، بينما يقدر عدد أنصار الفريق بأزيد من 50 ألف يسجلون حضورهم من مختلف المناطق لمشاهدته، وهو يواجه أكبر الفرق ويحقق الفوز عليها، حيث أنه لم يتعثر سوى في مقابلتين على أرضه تعادل وانهزام بينما استطاع تحصيل 11 نقطة من خارج الديار ثلاثة انتصارات وتعادلين. من ضمان البقاء إلى اللعب على ورقة الصعود تحقيق البقاء في القسم الثاني خلال الموسم الحالي كان الهدف الذي وضعته إدارة الفريق لدى تحقيقها الصعود السنة الماضية، غير أن المعطيات التي حققها أشبال المدرب بن حفيان على الميدان، جعلت الطموحات ترتقي لمستوى أعلى وتحولت من خوف من الكبار إلى منافسة شرسة لهم والإطاحة ببعضهم في عقر ديارهم· أما عن المنعرج الذي غير الأمور، فقال المدرب إن اللقاء الذي جمع الفريق بمولودية قسنطينة وفاز فيه الساورة بخماسية كان المناسبة التي جعلت الفريق يتعرف على إمكانياته الحقيقية، وأن مستواه لا يختلف عن باقي المنافسين، وحينها تم وضع إنهاء مرحلة الذهاب في المراتب الخمسة الأولى كهدف، وهو ما كان، حيث احتل الفريق المرتبة الثالثة· ومع بداية مرحلة العودة واصل حصده لنتائج إيجابية أهلته للتواجد في المركز الثاني حاليا، ولم يعد يفصله عن القسم الأول الكثير البعد وصعوبة التنقل·· سلاح ذو حدين يعد البعد وصعوبة التنقل سلاح ذو حدين بالنسبة لشباب الساورة، حدّه الأول يكمن في أن الفريق يضطر للتنقل مسافات طويلة برا تصل في بعض الأحيان إلى 3 آلاف كلم خلال 72 ساعة بين الذهاب والعودة عندما لا تكون هناك رحلات جوية مبرمجة للمناطق التي سيلعبون فيها، وهو ما يتسبب في تعب إرهاق اللاعبين ويضطرهم لخوض اللقاءات في حالة بدنية غير مساعدة، وهذا الأمر يحصل كذلك مع الفرق التي يستقبلها الفريق على أرضية ميدانية وينعكس بالسلب على الفريق الزائر، ما يجعل الفوز عليه أمر مؤكد -حسب مدرب الفريق- الذي قال اهذه الوضعية تعوّدنا عليها، لكن مع مرور الوقت يصبح الأمر صعبا علينا خاصة إذا حققنا الصعود للقسم المحترف الأول، وعليه نناشد الجهات الوصية بإيجاد حل لهذه المعضلة وبرمجة رحلات تتماشى ومواعيد الفريق. ومشكل البعد لا يقتصر على تنقلات الفريق فقط، بل اشتكى بعض اللاعبين الذين لا ينحدرون من منطقة الساورة من صعوبة التنقل من وإلى ولاياتهم الأصلية، حيث أنه يوجد منهم من لم يستطع زيارة عائلته منذ ثلاثة أشهر بسبب عدم توافق برامج الرحلات الجوية ورزنامة الفريق. الصعود لا تنازل عنه والإشاعات لن تقف في طريق تحقيقه هذا، واشتكى مسيرو الفريق من الدعاية المغرضة والشائعات التي تطلقها بعض الفرق المنافسة، تأتي على رأسها تعرضها لاعتداء وسوء المعاملة بمجرد وصولها إلى بشار، وهو أمر نفاه رئيس الفريق، وقال إن ''لا أساس له من الصحة وأن الفرق التي تلجأ لهذه الطريقة هدفها الوحيد هو الهروب إلى الأمام وتبرير فشلها أمام فريقنا الذي لا يزال الكثيرون ينظرون إليه على أنه مغمور وتحقيقه للنتائج الإيجابية جاء نتيجة الصدفة وسياسة العنف التي ينتهجها الأنصار واللاعبون على حد سواء''، وهذا ''أمر خاطئ ولن نقبل به مستقبلا، لأنه أساء لسمعة فريقنا''· وأكد المتحدث ذاته أن مثل هذه الأمور لم تثن من عزيمة اللاعبين والمسيرين، بل زادتهم إصرارا على تحقيق حلم الصعود وتشريف منطقة الجنوب الغربي ومواصلة صنع الاستثناء في تاريخ الكرة الجزائرية. الزين حمادي (الأمين العام لفريق شباب الساورة): القسم المحترف الأول حلمنا ومشكلتنا الوحيدة مع الدعاية المغرضة في حوار أجرته معه ''الجزائر نيوز''، ذكر الأمين العام لشباب الساورة الزين حمادي، أن المشكل الوحيد الذي يعاني منه فريقه هو الحملة الدعائية المغرضة التي تشنها ضده الفرق المنافسة له، حيث تتهمه باتباع طرق ملتوية واستعمال القوة وعدوانية أنصاره في تحقيق انتصاراته، مؤكدا أن هذه التصرفات لن تثني من عزيمة اللاعبين الذين وضعوا هدف الصعود نصب أعينهم ولن يتخلوا عنه مهما كان الثمن· إستطاع فريقكم أن يجد له مكانا وسط الكبار في ظرف قياسي، ما السر في ذلك؟ سر نجاح فريقنا يكمن في روح الجماعة والعمل المتواصل للجميع، يضاف إلى ذلك الاستقرار والتفاف كل من يريد له النجاح حوله، إلى جانب تبادل الأدوار وتكفل كل رجل في الفريق بتنفيذ المهام الموكلة له على أكمل وجه، فلا حديث لسكان الساورة إلا عن الفريق وانتصاراته، فالجميع أصبح مهتما به وصرنا نصنع الحدث في منطقتنا، وهذا ما جعل معنوياتنا في مستوى جيد وساعدتنا على تحقيق نتائج جيدة، أهلتنا لدخول عالم الكبار من الباب الواسع، على أن تكتمل فرحتنا بالصعود إلى القسم المحترف الأول مع نهاية الموسم· وماذا عن الجانب المادي في الفريق؟ الفريق، وبالرغم من أنه حديث النشأة، إلا أنه يعيش في بحبوحة مالية، وبعيدا تماما عن المشاكل التي تعاني منها غالبية الفرق في الجزائر، حيث أننا لم نسجل منذ إعادة بناء الفريق في 2008 أي مشكل مع أي لاعب أو مسير فيما يتعلق براتبه أو مستحقاته المالية، فالجميع يتحصل عليها في وقتها وعلى آخر مليم، والفضل في كل هذا يعود للالتفاف الجماهيري حول الفريق والدعم الذي نتحصل عليه من والي الولاية، فهو لم يبخل في يوم من الأيام علينا، وهمّه الوحيد هو صعود شباب الساورة إلى القسم الأول، ومقابل ذلك وضع كل الإمكانيات تحت تصرفنا· كثيرة هي الصراعات التي دخل فيها فريق الساورة مع فرق منافسة له، ودائما يتهم اتهامه بالعنف وتعمده استقبال ضيوفه في ظروف سيئة للتأثير عليهم، ما تعليقك؟ كل هذا أمر خاطئ ولا أساس له من الصحة، فهذه مجرد شائعات الهدف منها التأثير علينا وتشويه سمعة فريقنا بعد أن عجزت كبار الفرق في التفوق عليه سواء على أرضه أو لدى استضافتها له، وما أريد توضيحه للجمهور الرياضي هو أن كل الفرق التي نستقبلها نحيطها بأحسن الظروف سواء الأمنية أو تلك الخاصة بالإقامة، لكن كل هذا ينقلب علينا بمجرد مغادرتها لولاياتنا ولحد الآن لم نفهم سبب هذا الجحود. وبخصوص اللقاء الذي جمعكم بأهلي البرج وانتهى بأحداث مؤسفة، من يتحمّل مسؤولية ذلك؟ المسؤولية كاملة تقع على عاتق الحكم فاروق ميال، الذي عمل كل ما في وسعه لتوقيف مسيرة فريق الساورة، ''نحن نتساءل كيف يتم تعيين حكم يسكن على بعد 150 كلم عن مدينة البرج وبأكثر من ألف كلم عن بشار، حيث أنه كان منحازا بقراراته العشوائية طيلة اللقاء، وكان يهدف من ورائها إلى إثارة غضب الأنصار قصد توقيف اللقاء، وهو المسعى الذي حققه، لكن أؤكد أن مثل هذه الأمور لن تثني من عزيمتنا في مواصلة المشوار، فلقد ضمنا البقاء، وسنسعى إلى اللعب من أجل اللقب، وإذا لم يتحقق ذلك، فقد شرفنا الكرة في الجنوب. على بعد ست جولات تفصلكم عن تحقيق حلم سكان الجنوب، ما هي رسالتكم للجهات الوصية؟ نحن لا نطلب الكثير كباقي الفرق، لكن ندعو الجهات الوصية إلى إنصافنا ومنحنا الحق في تحقيق حلم سكان المنطقة، لأنه توجد العديد من الأطراف التي لا تريد لفرق الجنوب أن تكون حاضرة في القسم المحترف الأول، لدينا رسالة ملحة نتمنى أن تنظر إليها الوصاية باهتمام هي إيجاد حل لمشكل الرحلات الجوية، لأنها تعد معضلة كبيرة في تنقلات الفريق· أما باقي الجوانب، فنحن على استعداد لتحمّلها دون إقحام أي طرف.