تعتبر الأمازيغية من أهم وأبرز مطالب سكان منطقة القبائل منذ بداية النضال عن الهوية والثقافة الأمازيغيتين، اللتين تبنتهما في البداية الحركة البربرية الثقافية، وإدماج تعليم اللغة الأمازيغية ضمن برنامج المنظومة التربوية الجزائرية في 1995 يعتبر أيضا من بين المكاسب الهامة للهوية الأمازيغية بعد رحلة نضال طويلة كانت بدايتها بأحداث 20 أفريل ,1980 تلتها ''السنة الدراسية البيضاء'' التي شهدتها منطقة القبائل في .1994 كما أسفرت أحداث الربيع الأسود سنة 2001 عن دفع النظام الجزائري إلى دسترة اللغة الأمازيغية وتحقق جزء من المطالب بعد أن قرر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم 12 مارس 2002 جعل الأمازيغية لغة وطنية وتدريسها في المدارس الجزائرية. والأسئلة التي تطرح نفسها اليوم بقوة هي: ما هو واقع تعليم اللغة الأمازيغية في الجزائر؟ ولماذا لم يتم تعميم تدريسها عبر التراب الوطني بعد 17 سنة من إدماجها في المنظومة التربوية و10 سنوات من دسترتها؟. استنادا إلى الإحصائيات المقدمة من طرف المحافظة السامية للأمازيغية، فإن تعليم اللغة الأمازيغية لم يتم تحقيقه بالمستوى المطلوب، بل أكثر من ذلك، أكدت، أن تعليمها يسجل تراجعا ملحوظا من سنة إلى أخرى على المستوى الوطني، وهو الواقع المعاكس للتحديات التي رفعتها الدولة الجزائرية باعتبار الأمازيغية لغة وطنية إلى جانب العربية. وتشير إحصائيات 2012 أن عدد الولايات التي لا تزال تتبنى في برامجها التربوية تعليم الأمازيغية بلغ عددها 9 ولايات فقط بعدما كان في 16,1995 ولاية. ورغم أن العدد الإجمالي للتلاميذ الذين يدرسون الأمازيغية خلال السنة الدراسية الجارية يقدر ب 352256 تلميذ فاق بكثير ذلك المسجل في 1995 من تدريسها والمقدر ب 225210 تلميذ، إلا أن ذلك يبقى بعيدا عن إطار أهداف ترقية وتطوير الأمازيغية وتعميمها في الجزائر، لأن أغلبية هذا العدد تم إحصاؤه في ثلاث ولايات فقط على غرار ولايتي بجاية وتيزي وزو، بالإضافة إلى ولاية البويرة. الوضع الذي أضحى يشكل خطرا حقيقيا يهدد تعليم الأمازيغية بالجزائر، ويرى العديد من الباحثين في مجال اللغة الأمازيغية أن إجبارية تعليمها في كل المؤسسات التربوية عبر التراب الوطني وتوفير الإمكانيات اللازمة لذلك من شأنه أن يساهم في ترقيتها.