تتسابق الأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة الوطنية من أجل إيجاد ضالتها في منطقة القبائل وإقناع المواطنين بالتصويت لصالحها، لاسيما مع مشاركة حزب الأفافاس الذي جعل المنطقة وعاءه السياسي وأثبت هيمنته وسيطرته فيها في كل المواعيد الانتخابية، حيث ترى قادة الأحزاب السياسية ومن خلال برامجها الانتخابية وزيارتها المسبقة لمنطقة القبائل وخصوصا ولاية تيزي وزو قبل انطلاق الحملة الانتخابية، أن الاستثمار السياسي بالولاية ومنطقة القبائل ككل وتعبئة الشعب لصالحها أمر سيساهم في إعطاء الشرعية والمصداقية لنشاطها السياسي على الصعيد الوطني، علما أن الولاية سبق وأن سجلت أكبر نسب للمقاطعة، واعترفت الأحزاب أن إقناع مواطني منطقة القبائل بالمشاركة في التشريعيات المقبلة يعد بمثابة انتصار لها، حيث أكد زعماء الأحزاب في عدة مناسبات قادتهم إلى ولاية تيزي وزو أنه يصعب فرض المنافسة مع الأفافاس، حيث اعترفت لويزة حنون في منتدى إذاعة تيزي وزو أنه من المنطقي أن يسيطر الأفافاس على منطقة القبائل نظرا للجذور التاريخية للحزب، بينما يتحدى عمارة بن يونس الأفافاس، حيث صرح في منتدى إذاعة تيزي وزو أن ''السياسة ليست سيطرة أبدية وبإمكان حزبي أن ينافس الأفافاس''. وتضع كل الأحزاب السياسية منطقة القبائل وخصوصا تيزي وزو من أولوياتها لاسيما الأحزاب التي تترأسها شخصيات تنحدر من منطقة القبائل على غرار أحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وعمارة بن يونس أمين عام الحركة الشعبية الجزائرية، ومحمد السعيد بلعيد رئيس حزب الحرية والعدالة، في حين يحاول حزب العمال كسب الرهان بمنطقة القبائل باعتماده على مكلف اللغة الأمازيغية، حيث تقوم لويزة حنون في كل خطاب سياسي لها بمحاولة استمالة سكان منطقة القبائل بإظهار دفاعها عن الأمازيغية.