شكرت رئيسة الجمعية الوطنية للشيخوخة المسعفة ''إحسان'' شيخي سعاد، السلطات على استجابتها لدعوات تحمي المسنين من التعسفات الاجتماعية، حيث نوهت في الندوة التي أٌقيمت، صباح أمس، بفندق السوفيتال، بالقانون المعاقب بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات، للأبناء الذين يقومون بالتخلي عن آبائهم في دور العجزة· هذا، وقد نوهت سعدي في كلمتها الافتتاحية بدعم الشركاء العموميين للجمعية، ويتعلق الأمر بكل من وزارة الصحة، وزارة التضامن، وزارة العمل ووزارة الشؤون الدينية، التي أكد ممثلها مشري على دعم الوزارة للجمعية، التي تستقي -حسبه- مبادئها من الدين الإسلامي، وأهمية العمل التطوعي في القضاء على الكثير من المشاكل التي تواجه المجتمع الجزائري· من جهته، ممثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين ''حديد' ' ، رافع عن وضعية المتقاعدين، وأكد على سعي الاتحاد إلى تحسين وضعية المتقاعدين، الذين لم تنفعهم الزيادات غير المدروسة على حد تعبيره، بالنظر إلى ارتفاع الأسعار وانهيار القدرة الشرائية، أما البروفيسور رشيد بوغربال المتخصص في أمراض القلب، فبدأ مداخلته بانتقاد الكلام غير المقترن بالفعل، بالقول: ''كلما يحل الظلام، نشاهد مشاهد مفزعة تتكرر يوميا، كثير من المسنين يبيتون في الشارع''، وقدم البروفيسور بوغربال عرضا مدعوما بإحصائيات وأرقام عن الوضعية الصحية في الجزائر، حيث ارتفع متوسط العمر من 3,65 عاما سنة ,1992 إلى 6,74 عاما، الأمر الذي يجعل الجزائر مجتمعا مهددا بالشيخوخة، على اعتبار انخفاض نسبة المواطنين أقل من عشرين عاما من 3,50 بالمئة عام ,1995 إلى 28,31 بالمئة حاليا، في مقابل ارتفاع نسبة المسنين فوق 60 عاما من 2 بالمئة عام ,1995 إلى 9,4 بالمئة حاليا· هذا، وقد انتقد بوغربال الإنفاق الضعيف على الصحة، مقارنا الوضع الجزائري بالوضع الفرنسي أين ينفق المواطن عشرة أضعاف ما ينفقه الجزائري· الندوة استمرت طوال اليوم، وشملت مداخلات أخرى لأطباء ومتخصصين، شملت الأمراض التي يتعرض لها المسنون، وكيفية تفاديها وعلاجها· شيخي سعاد (رئيسة جمعية إحسان) ما هي الخطوات الموالية بعد نجاحكم في تمرير قانون يعاقب الأبناء المتخلين عن آبائهم؟ كل ما من شأنه أن يخدم المسنين وصحتهم فهو من صلب اهتماماتنا، اهتمامنا الحالي ينصب على تقديم العناية الصحية المنزلية، نحن نوعي الشباب في إطار قروض التشغيل من أجل فتح مؤسسات مصغرة، تهتم بتقديم خدمات شبه طبية للمسنين، وخدمات ترفيهية كذلك· نحن في بلد على طريق التقدم والازدهار، ولماذا لا يكون لدينا هذا النوع من الخدمات التي تجمع بين كونها تجارية وإنسانية· هل لديكم خطط واضحة من أجل تحقيق هذا الهدف؟ نعم، وهذا بالطبع بالتعاون مع شركائنا، نحن نشتغل مع عدة وزارات مثل وزارة العمل، وزارة التضامن، وزارة الشؤون الدينية ووزارة الصحة· اهتمامنا ينصب على توفير الرعاية الصحية المنزلية للمسنين، هذا الأمر سيمنحهم راحة ليس فقط لهم، بل حتى للأبناء الذين يضطرون للغياب بسبب الدراسة أو العمل، كما نسعى أن تكون هنالك مراكز للترفيه، يقضي فيها المسن يومه عوض الجلوس في البيت، أن نوفر للمسنين حدا معينا من الرفاه والترفيه، فهذا ما يستحقونه بعد سنوات من العمل الشاق في خدمة البلد· هل أنتم راضون على الدعم الذي تتلقاه الجمعية، من أجل تحقيق طموحاتها؟ لا أخفيك سرا، مادامت لدينا أهداف لم نحققها، فدائما نشعر أن هنالك نقص ما، الدولة تساعد ونحن سنصل إلى ما نرغب بالوصول إليه بإذن الله·