نظمت الجمعية الوطنية للشيخوخة المسعفة «إحسان» ندوة تحسيسية بمركز الصحافة «المجاهد» أمس بمناسبة اليوم الوطني للشيخوخة تحت شعار «لنعش شيخوخة جيدة» نشطها أساتذة وأطباء. وكشف علي هارون الرئيس الشرفي للجمعية وأستاذ القانون على أن الجزائر تحصي حوالي 2,7 مليون مسن وعدد المراكز المخصصة لهذه الفئة في تزايد حيث تبلغ حاليا 40 مركزا عبر التراب الوطني. وأشار علي هارون في مداخلته إلى أن الجزائر قد خطت خطوة أولى في حماية فئة المسنين حيث تم تمرير مشروع قانون يتعلق بحماية الأشخاص المسنين على المجلس الشعبي الوطني يوم 29 ديسمبر 2010 وصدر في الجريدة الرسمية في اليوم الموالي، إلا أن الأمر يحتاج لنصوص تطبيقية لدخوله حيز التطبيق. واعتبر علي هارون أن الأسرة هي المسؤول الأول على المسن بغض النظر عن إعانات الدولة، ويتعين على الأسرة أن تستمر في خدمة أشخاصها المسنين وصون كرامتهم في إطار التكافل الاجتماعي الذي تنميه باستمرار نحو كل من بحاجة لاهتمامها ورعايتها. و لحماية الأشخاص المسنين وصون كرامتهم واحترام حقوقهم اقترح علي هارون في هذا الصدد توفير دخل محترم للمسنين وعند الضرورة فقط الالتحاق بالمؤسسات المتخصصة، واستفادتهم من الضمان الاجتماعي خاصة وان هذه الفئة مع التقدم في السن تصاب بالعديد من الأمراض المزمنة وقد يتعقد الوضع إلى إعاقة حركية وذهنية تحول دون اندماجهم في المجتمع. وحسب علي هارون فان الهدف من هذه الندوة التحسيسية هو حث السلطات على اصدار القوانين التنظيمية التطبيقية لدخول التشريع حيز التطبيق خاصة وانه يتضمن إجراءات ردعية للأبناء الذين يتخلون عن أبائهم. وأكدت سعاد شيخي رئيسة الجمعية على تدني الحالة المعيشية للفئة المسنة في بلادنا رغم أن الدولة سخرت الكثير لصحة المواطن ورفاهيته لكن مشكل التقصير، وغياب الضمير، وانعدام الروح التضامنية يقف وراء هذه الأوضاع المزرية لفئة المسنين. وطالبت شيخي بضرورة تعزيز التلاحم الاجتماعي والتعاون والتنسيق بين كل الأطراف لحماية هذه الفئة المهمشة. من جهتهم شدد الأطباء المختصون على توفير العناية الصحية للمسن في الجزائر من توفير العلاج والرعاية الكافية لفئة المسنين خاصة العاجزين منهم عن الحركة، وتوفير هياكل قاعدية صحية خاصة بهذه الفئة الهشة. وأشار المختصون إلى الأسباب المؤدية إلى انتشار الأمراض النفسية والعضوية لدى هذه الفئة العمرية كالفراغ العاطفي، والإهمال واللامبالاة إلى جانب سوء التغذية الناجم عن المعيشة وانخفاض الدخل الشهري للمتقاعدين، وأهم نقطة تزيد من معاناة المسن تخلي الأبناء عن أوليائهم. وأثار الأطباء المتدخلون كالبروفيسور ''العربي عبيد'' و''لعجوز'' رئيسة مصلحة العظام بمستشفى بن عكنون و''حفيز'' عند مناقشتهم للجانب الصحي للمسن إلى غياب اختصاص طب الشيخوخة في الجزائر مطالبين بإنشاء وحدات متخصصة في هذا المجال على مستوى بعض المستشفيات مع تكوين مختصين ما من شأنه ضمان أحسن تكفل طبي لهذه الفئة. من جهتها تطرقت نائبة رئيس اللجنة الاجتماعية والصحية بالبرلمان آيت مرار وردية إلى القانون المتعلق بحماية فئة المسنين وأهم العناوين التي تضمنها مشيرة إلى أن هناك توصيات لفتح اختصاص طب الشيخوخة داخل المستشفيات وكذا تخصيص مبلغ مالي يقدر ب10 آلاف دج كإعانة من الدولة للأسر عديمة الدخل لأجل مساعدتها للتكفل بمسنيها. وفي نفس السياق أكدت صالحي نعيمة ممثلة صندوق التأمينات للعمال الأجراء على أن وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي عملت على إدخال إصلاحات على صناديق التأمين المختلفة بغرض التكفل الأمثل بانشغالات المواطنين وخاصة المسنين، كما تم إنشاء خلايا إنصات ومنازعات على مستوى كل المصالح بهذا الخصوص.