لا أستطيع أن افهم كيف يمكن للجزائر أن تحتكم على برلمان رسمي و برلمان موازي في نفس اليوم، برلمان تحت رعاية السلطة وأخر تحت رعاية المعارضة... نهق حماري نهيقا مخيفا وقال ...يبدو أن هناك خطأ ما وقع من حسابات النظام الذي أراد أن يكحلها فعماها؟ قلت مندهشا ...تريد أن تقول أن اللعبة السياسية لم تكن محكمة التفاصيل ولم تحسب السلطة إمكانية تمرد من جاءت بهم للمشاركة في الانتخابات وتأدية أدوار أرنبية؟ قال ساخرا..قد يكون كذلك لأن الغصّة التي يتكلم بها جاب الله الذي فشل في دخول البرلمان وسعى جاهدا لتأسيس جبهة موازية وترأسها ربما رغما عن الجميع تؤكد أنه خُدع في آخر لحظة. قلت ضاحكا...هل كان يتصور نفسه فعلا رئيسا للبرلمان؟ قال ناهقا...كل من قبل دخول اللعبة تخيّل نفسه بشكل أو بآخر سلطانا ينهي ويأمر ومنهم من وعد بتعيين وزراء وإسقاط حكومات وغيرها من الترهات السياسية التي تخطر فقط على مخيلة المجانين. قلت...لكن ألن يكون هناك تأثيرا من طرف هذه الجبهة الموازية على الحياة السياسية والرأي العام ؟ انطلق حماري في نهيق وقهقهات غريبة تبعث على الحيرة والدهشة ثم قال ...يا صديقي السلطة تعرف ماذا تفعل خاصة عندما تطيل الحبل ولكن حينما تسحبه بشدة أكيد أنها لن تكون رحيمة مع أحد. قلت ...لو كنت أنا في مكان وزير الداخلية لحرمت هؤلاء من المصروف الشهري والامتيازات التي سوف يستفيدون منها وأرجعهم إلى قراهم حتى يمارسوا السياسة على أصولها. قال ساخرا...الأكيد أن هذه الممارسات السياسية ستزول كما زالت من قبلها كل المحاولات التي أرادت أن تخرج عن طاعة السلطة والأمثلة كثيرة وكل الشعب يعرفها دون أن نخوض فيها . قلت...ربما هؤلاء نسوا قوة السلطة الفعلية التي تحرك كل شيء في البلاد؟ نهق نهيقا مخيفا وقال ...إذن ذنبهم في رقبتهم ولكن تأكد من شيء واحد أن الدولة لن يضعفها هؤلاء بأي حال من الأحوال.