قال ديكارت ''إن الشيء المقرف في الديمقراطية أنك تضطر لسماع الأحمق''، وهذا ما حصل معنا أيام الهملة الانتخابية التي أظهرت لنا المستوى السياسي الذي راهنت عليه السلطة من أجل التغيير. ضرب حماري بذيله يمينا ويسارا وقال ساخرا: تصوّر للحظات لو أن بلومي أو سرار أو حمانة وصلوا إلى البرلمان كيف سيكون الأمر؟ قلت.. كانوا قاب قوسين من الوصول، ماداموا دخلوا اللعبة ،ولكن الحظ لم يحالفهم، ولكن مع ذلك اضطررنا لسماع خطاباتهم العجيبة التي كان فيها كل شيء سوى السياسة. قال ناهقا.. يعني وصول الأفلان بكل مساوئه أفضل من هؤلاء المهرجين الذين لا يعرفون حتى الكلام؟ قلت متنحنحا.. ليس كذلك بالضبط، ولكن ألم يكن في مقدور السلطة أن تقدم لنا بديلا أفضل، هل حقيقة هذه العينة كل ما يوجد في البلد؟ قال وهو يضرب بحافريه أرضا.. قلت لك فيما سبق إن رغبة التغيير منعدمة أصلا والاستمرارية في كل ما تراه هي الحقيقة الواحدة التي لا يمكن إنكارها لذلك حينما ترى وصول الأفلان بهذه القوة لا تفكر حتما أنه يستحق ذلك، وأنه فعلا حصد كل أصواته عن طريق الصندوق، كذلك حينما تفاجأ بمرشحين من طراز ضعيف جدا لا تفكر للحظة أن الجزائر عقرت وعقمت عن إنجاب من هم قادرين على الممارسة السياسية الحقيقية ولكن للسلطة شؤون. قلت.. لهذه الدرجة تتعارض شؤون السلطة وشؤون الشعب؟ تنهد حماري بعمق شديد وقال.. كثيرا ما يعتقد أنهما يعيشان تحت ظل بعضهما، حيث يتعايش كلاهما في سبيل وطن حقيقي ولكن الواقع هو أن لا شيء يجمعهما، حيث أن السلطة لا تتوانى لحظة في استغلال الشعب والسيطرة على أفكاره من أجل بقائه تحت سيطرتها وكذلك الشعب لا يترك فرصة من أجل إبداء سخطه وعدم رضاه على السلطة التي يراها خانقة ومجحفة في حقه. قلت.. تحليلك هذا لا ينطبق على شعبنا، ألم ترى كيف أنه سارع للانتخاب بعد خطاب الرئيس وجعل من ذلك واجبا لا يجب الحياد عنه؟ نهق نهيقا مخيفا وقال.. والمقاطعون أليس لهم رأي؟ أنظر لبواطن الأمور حتى تتمكن من التحليل ولا يجب أن تنسى أن المقاطعة أيضا رأي يجب أن يدخل في حسابات السلطة.