رغم الحرارة الفظيعة التي تسيطر على الجو إلا أن حماري ما يزال يغرف من بحر السياسة الهائج مرة والهادئ في مرات كثيرة· قال بخبث··· أشم رائحة ما··· رائحة أسوأ من وادي الحراش··· أشم شيئا لا أعرف كيف أصنفه ولا أسميه ولا حتى أراه· قلت··· هذا لغز كبير أيها الحمار التعيس؟ قال ناهقا··· البلد ليست بخير ودليل ذلك الفراغ الذي نراه في كل مكان··· بلد يقال إنه حقق فوزا رهيبا ببرلمان منوّع فيه من الشباب والنساء ما يجعله يفعل المستحيل، ويقال أيضا إن فوز جميع النواب جاء برضى الشعب··· حيث أن الشعب أصبح هو من يقرر مصيره بيده ويختار من يمثله·· قاطعته محتجا··· يبدو أنك ازطلتا أو أن الحرارة أثرت في مخك البائس، كيف تقول هذا الكلام وأنت تعرف أنك كاذب والبرلمان أكذوبة كبرى·· قال والنهيق يملأ المكان··· أعرف أني أقول كلاما كاذبا ولكن يا عزيزي في بعض الأحيان يجب أن تكذب على نفسك حتى يمكنك أن تعيش··· قلت بدهشة·· أنت من يقول هذا الكلام؟ الحمار العنيد صاحب النظريات والفلسفة السياسية التي لا يعجبه العجب فيها··· ماذا تركت للآخرين؟ قال···لو تركتك تقول المزيد ستقول إن السلطة اشترتني بدلاعة باردة··· لكن لا شيء من هذا أنا فقط أحاول أن أفهم ماذا يحدث؟ قلت··· لا من يسمعك يقول إنك دخلت في صف ''الخلاطين'' وتريد أن تفعل مثل أصحاب الحرفة وترجع لنا الدنيا جنة· أدخل حماري رأسه في دلو ماء بارد ثم أخرجه وهو يصرخ··· آه من الحمّان··· الحمّان··· لكن لماذا لم يتم تعيين حكومة جديدة لحد الآن؟ قلت ساخرا··· ربما الجميع اعتذر عن الاستوزار؟ وهذه فرصة لك أن تعرض خدماتك الجليلة على الجهات التي تقرر· قال ناهقا··· آه منك دائما تحرجني··· من قال لك إني سأرضى بمنصب وزير في بلد لا يفرق بين الحقيقة والكذب؟