السلطة ''كثر خيرها'' ما تزال تعتمد بعض الأحزاب السياسية الراغبة في المشاركة في الانتخابات القادمة، لا ندري ما الهدف من ذلك، هل هو التأكيد بأننا دول ديمقراطية تسمح لشعبها باللعب في سيرك السياسة كما يشاء أم لأغراض لا يعلمها سواهم؟ نهق حماري اللعين معلقا بخبث على ما يحدث، يا سيدي افترض حسن النية في الناس لماذا تقمعون السلطة وهي تبدي كل المحبة والود؟ قلت·· إذا زاد الحب عن حده صار عجبا، لذلك تجدني أتعجب كيف لسلطة لا تريد ترك ما في يدها ولن تتركه أبدا ومهما كان وفي الوقت نفسه تسمح لبعض المغفلين أن يلتحقوا بالركب ويصبحوا ''شطاحين'' سياسيين في رقعة الشطرنج؟ قال حماري ساخرا·· على ذكر الشطرنج، قيل إن جماعة الأفلان من وزراء لن يتمكنوا من الترشح للانتخابات القادمة وقد ''لعبولهم اللعبة''؟ قلت ضاحكا، ها قد فهمنا إذن لماذا الداخلية تعتمد أحزابا جديدة، ربما حتى تعوّض الفراغ السياسي الذي سيتركه هؤلاء. أطلق حماري ضحكة قوية متهكما على ما أقول وأخذ يضرب بحافريه الأرض ويصول ويجول وعندما سألته عن السبب رد بمكر، هل تريد أن تقول إن الأرانب الصغيرة التي لم تخرج بعد من جحورها هي التي ستعوض الديناصورات الكبيرة التي استفحلت في النظام؟ هذا تفكير اعتباطي ولا يجب أن يصدر عن رجل متمرس مثلك، أم أن السلطة قد غسلت مخك كما غسلت مخ الشعب؟ قلت·· أنا أتكلم حسب المعطيات الموجودة عندي وكلامي مجرد اجتهاد فقط وليس معلومات مؤكدة. قال والنهيق يملأ المكان·· ريّح بالك ولا تجتهد أكثر لأن اللعبة مكشوفة وكل ما يقال هنا وهناك مجرد ذر للرماد في عيون الناس التي لا تحب أن ترى ما يحدث حولها. قلت·· كيف يا حماري تطلب منا أن نفهم ونرى ما يحدث وكل المعطيات ''مخلطة'' أو تم ''تخليطها'' عن قصد؟ قال ضحكا·· لقد بدأت تفهم أن كل شيء ''مخيّط'' وكل الهوشة السياسية التي تحدث في وسائل الإعلام مجرد تسخين للبندير لا أكثر، لذلك أنصحك أن تهتم بما هو أنفع وأفضل وأهم.