سعت جماعة ''الإخوان المسلمون'' خلال اليومين الماضيين من أجل استدراك الأخطاء التي ارتكبتها خلال العام الماضي، سيما أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة ثم فترة ما بعد جولة الإعادة، وذلك من خلال إجراء مجموعة من الاتصالات مع القوى السياسية المصرية بمختلف أطيافها، وذلك أن تراجع تأييد الجماعة في الشارع المصري، وفقا للمؤشرات التي كشفتها ''جولة الإعادة'' التي كادت الأصوات أن تتعادل بينها وبين أنصار النظام السابق ممثلاً في المرشح الفريق أحمد شفيق، الذي حصل على ما يقارب الخمسين في المائة حسب المؤشرات الأولية للإستحقاق الانتخابي. وقد نجح مرشح حزب الحرية والعدالة التابع للجماعة، الدكتور محمد مرسي، من الوصول إلى إتفاقات مبدئية مع جملة من إئتلافات شباب الثورة، بالإضافة إلى بعض الأحزاب والشخصيات الوطنية، فيما يتعلق بالحفاظ على مدنية الدولة، وكذلك ضمان عدم سيطرة ''الجماعة'' على الحكومة الجديدة التي ينوي ''حزب الجماعة'' تشكيلها فور إعلان النتائج الرسمية للإنتخابات بفوز الدكتور مرسي. وفي مؤتمر صحفي عقده مرشح الإخوان رفقة عدد من الإئتلافات والقوى السياسية، من بينهم رئيس حركة السادس من أبريل، المهندس أحمد ماهر، والناشط السياسي وائل غنيم، والإعلامي البارز حمدي قنديل وعدد آخر من الشخصيات، أعلن مرسي أن القوى الوطنية توصلت إلى تفاهمات ضرورية بشأن شكل الحكومة القادمة، وأنه فور إعلان النتائج سيقوم بتعيين نواب له، بينهم قبطي، وإمرأة وأحد شباب الثورة. وأكد مرسي أن رئيس الحكومة القادم لن يكن من جماعة الإخوان، بل شخصية وطنية مستقلة تم الإتفاق عليها دون أن يكشف عن اسمه، بالإضافة إلى التزامه بضمان عدم سيطرة ''حزب الحرية والعدالة'' على الحكومة المقبلة. من جهته ذكَر الناشط السياسي وائل غنيم، جماعة الإخوان بالأخطاء التي تم ارتكابها تحت قبة البرلمان بشأن الدستور والجمعية التأسيسية ومدنية الدولة والعلاقة مع العسكري، وحث ''حزب الجماعة'' بعدم تكرار الأخطاء التي تم ارتكابها خلال الفترة الماضية، داعيا إلى فتح صفحة جديدة مع ''الجماعة الوطنية المصرية'' من أجل ضمان انتقال ديمقراطي سلس تسعى إليه كل القوى الوطنية، وأن أولى تلك الخطوات ستعلن فور إعلان النتائج الرسمية من قبل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بفوز مرسي. في ذات السياق، قال أحمد ماهر، منسق حركة السادس من أبريل، أن حركته أيدت الدكتور مرسي دون الحصول على أي مكاسب سياسية، أو التفاوض معه، ذلك لأن الأمر يتعلق بموقف مبدئي من ''فلول النظام السابق؛ التي تحاول إعادة إنتاج نظام مبارك من جديد. وذكَر ماهر الحضور، بدعوة الفريق شفيق لحركته بالإنضمام إلى تأييده مقابل مكاسب سياسية قال إنه مستعد لتقديمها. إلا أن الحركة من موقفها المبدئي رفضت عروض الفريق - حسب قوله -. من جهة أخرى، أنهى الدكتور حلمي الجزار، القيادي بحزب الحرية والعدالة، الجدل القائم بشأن أداء القسم الدستوري للرئيس الجديد، مؤكداً أن الدكتور محمد مرسي سوف يؤدي القسم أمام المحكمة الدستورية العليا ليستكمل مسعاه إلى النهاية كرئيس منتخب للبلاد، لافتاً إلى أن موقف مرسي وقراره يعد شخصياً، بينما موقف حزب الحرية والعدالة برفض الإعلان الدستوري هو أمر يشغل الحزب ولا يختص به مرسي الذى أصبح رئيساً لكل المصريين، كما أن علاقته بالحزب سوف تنتهي في الساعات القادمة، مؤكداً أن أداء القسم في التحرير هو مطلب ثوري فقط. وأضاف الجزار، خلال مداخلة هاتفية في أحدى الحصص التلفزيونية، أن مرسي سيعقد مؤتمراً صحفياً حال إعلان فوزه رسمياً يطرح خلاله بيعة المرشد عن نفسه ويحلل نفسه من ذلك علنياً، مضيفاً أن موقف مرسي من حل البرلمان يختلف عن موقف الدكتور سعد الكتاتني الذي يمثل رئيساً للبرلمان ومن حقه التظاهر أو رفض الحكم بحكم منصبه، بينما الأمر لا يلزم مرسي باتخاذ خطوات، لأنه ليس طرفًا في النزاع الذي يتسم بأنه جدل قانوني.