لا أدري ما هو السر الذي يوجد بين السياسة والحفافة، ولكن العيّنات التي تصول وتجول في محيط الحكم تشير إلى العلاقة القوية بين حرفة السياسة وحرفة الحفافة، بدليل أن ليلى الطرابلسي التي نفت في كتابها المعنون احقيقتيب أن تكون لها صلة بفن الحفافة إلا أن كل التوانسة يؤكدون أن المرأة التي أدارت البلد بالتليكوموند من غرفة نومها كانت حفافة. كذلك عندنا في الجزائر، فقد قيل أن البرلمان الحالي الذي أصبحت فيه النسوة كثيرات لدرجة أن الغزل بين النواب والنائبات صار من الأولويات، قيل أنه يحتوي على برلمانيات بدرجة حفافات سابقا، لدرجة أن أحد قياديي حزب جبهة التحرير الوطني وعضو المكتب السياسي دافع بشراسة عن وجود الحفافات في المجلس الشعبي الوطني باعتبارهن مواطنات صالحات للتشريع وغيره من المهام. تونس التي سميت على اسم أميرة تركية وكتبها نزار قصيدة حب في شعره فنادى: يا تونس الخضراء جئتك عاشقا وعلى جبيني وردة وكتاب ها هي تسقط في يد حفافة محترفة وتحوّلها إلى محمية طرابلسية، هي الملكة وبعدها الطوفان... وفعلا كان الأمر كذلك ما تزال هي وما تزال تونس تركب الطوفان! نحن في الجزائر ما زلنا نلعب بالنار وما زال مصير بلدنا في خطر ما دامت الحفافات هن من سيصغن الدستور الذي ستمشي عليه البلاد... ليلى أدخلت بن علي في جيبها الصغير وغنت له إذا كان الشيطان أستاذك فهو تلميذي... تصوروا للحظة كيف فعلت حفافة واحدة بتونس... فما بالك حينما يكون عندنا عدد الحفافات أكثر، كيف سيكون الأمر وكيف ستصبح الدولة التي تعتمد سياسة الكوطة والكوكوطة!