يعكف الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي، على تشكيل حكومته بانتظار أن يسلمه المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، السلطة التنفيذية. وأفاد مصدر مطلع ل ''الجزائر نيوز''، أن مرسي سيؤدي اليمين القانونية أمام المحكمة الدستورية يوم السبت القادم، حيث يقام بعدها احتفالا رسميا، وفي اليوم نفسه يقوم المجلس العسكري بتسليم السلطة رسمياً إلى مرسي. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أمس، أن الرئيس المنتخب بدأ بتشكيل فريقه الرئاسي. بعد أن قدمت حكومة كمال الجنزوري، أمس، استقالتها إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقال وزير الإعلام أحمد أنيس: ''إن الحكومة مستمرة في عملها كما طُلب منها، لحين تشكيل حكومة جديدة''. ورغم الشرعية الكبيرة التي يحظى بها مرسي كأول رئيس منتخب من الشعب بشكل حر، فلن يكون أمام مرسي هامش مناورة كبير في مواجهة المجلس العسكري. فقد استعاد الجيش السلطة التشريعية بعد أن حل البرلمان في منتصف الشهر الحالي بقرار من المحكمة الدستورية العليا التي قضت ب''عدم دستورية انتخابات مجلس الشعب الأخيرة''، واعتبرت في حيثيات حكمها أن المجلس الذي كان الإسلاميون يحظون بالأغلبية فيه، يعد بالتالي ''غير قائم بقوة القانون''. ورفض مرسي إعلان المجلس العسكري الذي يدير شؤون مصر منذ سقوط مبارك، عن ''مكمل الدستور المصري'' الذي يقلل من صلاحيات الرئيس.وقال مرسي: ''أولا، ليس من حق العسكري إصدار إعلان دستوري مكمل، ونحن نرفض هذا الإعلان الدستوري الذي يقلل من صلاحيات رئيس الجمهورية المنتخب، وقد أعلنا في مؤتمر صحافي أننا مازلنا نرفض هذا الإعلان الدستوري المكمل تحت أي ظرف، وأنه يجب على العسكري الانسحاب من السلطة السياسية فورا''. وأضاف: ''سوف أختار نواب رئيس الجمهورية من خارج الإخوان المسلمين ومن خارج (حزب) الحرية والعدالة، وكذلك رئيس الحكومة الجديد الذي سيكون شخصية وطنية مستقلة غير تابعة للحرية والعدالة أيضا لعمل الحكومة الائتلافية التي نريدها في بناء مشروع النهضة''. وأكد مصدر من حزب الحرية والعدالة، أن الرئيس المنتخب، يجري مداولات لاختيار ثلاث نواب له، أحدهم قبطي وآخر من شباب الثورة، ونائبة امرأة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث. من جهة أخرى، زارت أمس، والدة الشهيد خالد سعيد، الذي يوصف ب ''بوعزيزي الثورة المصرية''، رفقة شقيقة الشهيد القبطي مينا دانيال، الذي اسشتهد في أحداث ماسبيروا، إلى قصر الاتحادية بمصر الجديدة، والتقيا الرئيس محمد مرسي، يأتي ذلك اللقاء بعد نحو عامين على وفاة خالد سعيد، ونحو 005 يوم على قيام الثورة. كما استقبل مرسي أمس، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، وزير الأوقاف، لتهنئته بالفوز ومناقشة عدد من القضايا حول مستقبل مصر. على الصعيد الدولي، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أمس، أن الجيش الإسرائيلى قرر نشر أنظمة رادار على طول الحدود المصرية، لتكشف وتحذر من أي هجمات صاروخية. وأضافت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أن قرار نشر الأنظمة يأتي وسط تزايد المخاوف من أن جماعات مسلحة في شبه جزيرة سيناء المصرية قد تشن هجمات صاروخية ضد إسرائيل. وأوضحت الصحيفة، أن أنظمة الرادار ستكون مماثلة للأنظمة المنتشرة على طول حدود إسرائيل مع لبنان وقطاع غزة، وتستخدم لكشف محاولة إطلاق صواريخ ضد إسرائيل، وتساعد على تحديد مسارها، فضلا عن الهدف المقصود. وأشارت إلى أن المعلومات التي يسجلها الرادار سترسل إلى قيادة الجبهة الأمامية المسؤولة عن التنشيط المبكر لأنظمة الإنذار، مثل صفارات الإنذار الجوية، لتنبيه وتحذير المقيمين في المناطق المستهدفة.