اعتبر الناقد الفني المصري طارق الشناوي، أن موقف الأزهر من تجسيد شخصيات الصحابة في المسلسلات والأعمال الفنية عملاً متزمتاً لا يليق بمؤسسة الأزهر الوسطية، مؤكداً أن تلك الفتاوى المتعلقة بعدم تجسيد شخصيات العشرة المبشرين بالجنة والخلفاء، فتوى تجاوزها الزمن وينبغي إعادة مراجعتها خاصة في ظل التطورات الكبرى التي يشهدها الإعلام والأعمال الفنية. كما تتابعون هناك حملة منظمة على مواقع التواصل الإلكتروني ضد مسلسل بالفاروق عمرب الذي يجسد شخصية سيدنا عمر بن الخطاب، والذي سيبث في شهر رمضان على قناتي ''ام. بي. سي'' والتلفزيون القطري، ما رأيكم في تلك الحملات التي تطالب بعدم البث وعدم تجسيد شخصية عمر؟ أولاً: تلك الحملات على الفيس بوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت وسائل بديلة للميديا التقليدية، يمكن أن يقوم بها أي عدد من الشباب، وبالتالي يصعب حصر تأثيرها أو تخيله. ثانيا: فيما يتعلق بتجسيد الشخصيات خاصة الصحابة، أرى أن هناك فتاوى قديمة صدرت من الأزهر الشريف بعدم تجسيد شخصيات العشرة المبشرين بالجنة وبعض الصحابة، وهي فتاوى قديمة في رأيي تجاوزها الزمن وينبغي مراجعتها، خاصة من مؤسسة الأزهر التي تعتبر مؤسسة وسطية الفقه، لا سيما وأن لأي فتوى زمان ومكان، وشخصيا أعتقد أن زمن تلك الفتوى قد انقضى، خاصة في ظل تطور وسائل الإعلام ووسائط التواصل التي أضحت تشكل جزءا من الحياة اليومية لأي إنسان على الكرة الأرضية. أنا أميل إلى إلغاء تلك الفتاوى، وتجسيد شخصيات الصحابة في أعمال درامية كبيرة وقيمة على المستويين الفني والمضمون، مع بقاء الفتوى بخصوص عدم جواز تجسيد شخصية الرسول (ص). هل تعتقد أن هذه الدعوات المطالبة بعدم بث العمل في الأساس ناتجة عن الفتوى أم أن هناك رفضا شعبيا لتقبل الصحابة في عمل فني؟ هذه الفتاوى وغيرها هي التي مهدت الأرضية لذلك الإدراك المرتبك والملتبس لدى المشاهد الذي أضحى يعتقد أن الأمر فيه شبهة حرام، وبالتالي يتجنب ربما التفكير في مشاهدة مثل هذه الأعمال. لكن سقوط تلك الفتاوى حتما سيشجع أي إنسان على مشاهدة الأعمال الفنية التي في الأساس يتم إعدادها من أجل توثيق ذلك التاريخ وترسيخه لصالح قيم الدين وليس ضده. وكما تذكر في السنوات الماضية كانت هناك دعوات مشابهة لمقاطعة أو عدم بث مسلسل الحسن والحسين، لكن هناك علماء دين لهم وزنهم وثقلهم شاهدوا العمل وأجازوه من بينهم القرضاوي مثلاً على ما أذكر. وهل تعتقد أن هذه الأعمال الفنية تساهم إيجاباً بالفعل أم هي أعمال تجارية في الغالب غرضها الكسب المادي؟ بالنسبة لمسلسل الحسن والحسين شخصيا انتقدت العمل للضعف الفني، أو ضعف الجودة إن أردت، ولكل مسلسل ظروفه الفنية والموضوعاتية، لكن بالنسبة لمسلسل الفاروق وإن لم تكن لدي فكرة كافية عنه، لكنني أثق تماماً في قدرات حاتم علي المخرج. وأتمنى أن يأتي المسلسل في ذات جودة أعماله السابقة، ليساهم بذلك في إماطة اللثام عن تلك المخاوف المتعلقة بإنجاز أعمال حول الصحابة تليق بمقامهم. ألا ترى أن الظروف السياسية في البلدان العربية، لا سيما بلدان الربيع العربي، ستساهم في انتشار قائم المنع الفني.. نظرا لوصول الإسلاميين للحكم في مصر وتونس وغيرها من البلدان؟ بالتأكيد لهذا الأمر تأثيره على المدى القصير، وقد ينعكس على الساحة الفنية، لكن أعتقد أن هناك آليات ووسائل كثيرة وكفيلة لمواجهة أي تغول سياسي أو عقائدي على الساحة الفنية المصرية، وحتى الآن ليست هناك مؤشرات كبيرة لهكذا تدخلات.. وأعتقد أن الساحة الفنية متهيئة لأي مواجهة مع هذا التيار.