قال رئيس جبهة الجزائرالجديدة جمال بن عبد السلام، إنه آن الأوان حتى تعود جبهة التحرير الوطني إلى وضعها الطبيعي كمرجعية وطنية لكل الجزائريين، ولن تبقى حكرا على من أدخلوها في صراعات سياسية حزبية ضيقة. نهق حماري التعيس وقال... كلامه من الناحية النظرية جميل ولكن من الناحية العملية لا يمكن أن يحدث بأي شكل من الأشكال. قلت... معه حق الجبهة ليست حكرا على هؤلاء البلطجية الذين حوّلوها إلى مكسب خاص ومن المفترض أن تبقى رمزا قويا مرتبطا بالثورة وعظمتها. قال... العيب ليس في الحزب ولكن في من ورثوه وحوّلوه بتصرفاتهم المشينة إلى ساحة للمعارك والخصومات. قلت... لو كان شخصا آخر غير بلخادم على رأس الحزب... تراه سيحدث ما حدث؟ نهق نهيقا مخيفا وقال... الشيء الذي يجب أن تعرفه أن الحزب لا يحتوي على بلخادم واحد بل جميعهم نسخة واحدة عنه يفكرون مثلما يفكر ويخضعون جميعهم لنفس منطق القوة الذي يحكمهم ويسيرهم. قلت... يا حماري دعنا من السياسة وهيا نأكل الدلاعة الباردة التي تنتظرنا؟ قهقه ساخرا وقال... وهل تركتنا هذه الوجوه المقرفة أن نأكل الدلاع أو غيره أو حتى نستمتع بحياتنا مثل غيرنا من الشعوب التي تحترمها دولها. قلت... هيا نأخذ راحة لأنفسنا منهم ونترك السياسة والتسوّس لأهلها... أنت حمار مثقف وعلى قدر من التفكير والفهم دعك من هؤلاء الذين لا يفكرون سوى في مصالحهم ويدعون الممارسة السياسية والنضال الحزبي. نهق نهيقا فيه الكثير من السخرية والتهكم وقال... يا خوفي أني أفهم بالمقلوب ما دمت حمارا وهؤلاء كلهم يضعون نفسهم في خانة البوعريفو؟ ضحكت عليه وقلت... إذا كان ما تقوله صحيحا فإن تحليلاتك السياسية كلها ذهبت مع الريح ولست سوى بلطجيا سياسيا مثل بلخادم وحاشيته. نهض حماري من مكانه وأخذ الدلاعة الحمراء... جحظت عيناه وقال... الدلاع خير منكم جميعا.