ما يحدث عند جماعة الأفلان يكاد يشبه المسلسل التركي الذي كلما طالت حلقاته زادت تشويقا وتعقيدا ولكن يبدو أن الحلقة الأخيرة توشك على البداية. نهق حماري نهيقا مستفزا وقال... الأخبار تقول إنهم أصبحوا يشكلون خطرا على أمن العاصمة وبإمكانهم الدخول في حرب حقيقية. قلت ضاحكا.. لا تخف يا حماري هم تعودوا على هذه السلوكيات المشينة التي تثبت أنهم لم يعرفوا السياسة يوما وكل ما عرفوه مجرد تسوّس فكري لا أكثر. قال... لست أدري كيف يقرأون الأخبار التي تكتب عنهم في الجرائد وكيف تكون ردة فعلهم حيالها؟ قلت... شبه السياسة التي مارسوها جعلت وجوههم من كرطون، وجعلت رؤوسهم من حجر ولا شيء يسيطر عليهم سوى ''تغنانت'' التي أصبحت سياسة الحزب في السنوات الأخيرة. نهق حماري نهيقا طويلا وقال... هل كان من الضروري أن يحدث كل هذا السجال والخصام والمعارك حتى يتغير بلخادم من على رأس الحزب؟ قلت... الرئاسة صعبة، تفتح لك باب الطموح على مصراعيه وتتخيل نفسك بطلا مغوارا على حصان أبيض... قاطعني ساخرا... لقد ذكرتني بأبي جرة سلطاني الذي تخيّل نفسه وقت الحملة الانتخابية فاتحا جديدا والغول ذراعه الأيمن ووصل به الأمر حتى عيّن حكومة بوزرائها وخدامها وأصبح يوزع بركاته على الجميع. قهقهت طويلا وأنا أتذكره يصول ويجول بقندورته البيضاء ولحيته السوداء وقلت... ماذا لو تحققت أحلام الفتى الطائش؟ قال حماري مُهوّنا... لا تخف يا عزيزي من يصنع هؤلاء يعرف كيف يقزمهم وما يحدث لبلخادم اليوم أحسن دليل على أنه لم يضع أمام عينيه درس بن فليس ولم يستفد البتة من كل الهرج والمرج الذي حصل. قلت... ربما هو ''عندو لكتاف''؟ ضرب حماري الأرض بحافريه وقال ناهقا... مهما كانت أكتافه طويلة وعريضة فإن ''الأكتاف'' الحقيقة عندما تريد شيئا تقل له كن فيكون...