إفتتح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مؤتمر ''أصدقاء الشعب السوري'' في باريس، صباح أمس، بالتأكيد أن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد لا مناص منه، ويهدف المؤتمر - الذي يحضره نحو مائة دولة ويغيب عنه روسيا والصين - لزيادة الضغط وإظهار تعبئة دولية باتجاه انتقال سياسي يؤكد على رحيل الأسد. وفي مستهل كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر، شدد هولاند على دعم بلاده التام والكامل للشعب السوري وحقه في الحصول على حريته ويختار حكومته، كما أكد دعم باريس للمعارضة السورية التي افتتحت مركز لها في باريس تحت مسمى ''دار الشعب السوري''، ودعا المشاركين في المؤتمر إلى زيارته. واعتبر الرئيس الفرنسي حصيلة القمع منذ انطلاق الثورة السورية قبل 16 شهرا بأنها مريعة، حيث وصل عدد القتلى إلى 16 ألفا معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى عشرات آلاف المعتقلين والكثير من المختفين، وعدد كبير من النازحين، كما اعتبر أن هذه الحصيلة غير مقبولة للضمير الإنساني وغير مقبولة للأمن والسلم الدوليين. وحذر من أن الوضع الخطير في سوريا مع استمرار النظام باستراتيجيته في ارتكاب المجازر يمكن أن يقود إلى حرب أهلية يجب الحيلولة دون حدوثها. وتوجه الرئيس الفرنسي إلى الغائبين عن المؤتمر، وهو روسيا والصين بالقول ''لم يعد هناك شك من الوضع في سوريا بات يشكل تهديدا للسلام والأمن في العالم''، وأضاف ''بشار الأسد يجب أن يرحل، ويجب تشكيل حكومة انتقالية''، مؤكدا أن الهدف هو عودة الاستقرار إلى سوريا. ودعا هولاند المؤتمرين إلى اعتماد خمسة أمور أولها رفض إعطاء أي حصانة للمسؤولين عن الجرائم في سوريا، وثانيها تطبيق حقيقي للعقوبات الاقتصادية والمالية على النظام السوري، وثالثها تعزيز دعم المعارضة السورية الديمقراطية بكافة الأدوات وخاصة الاتصال، ورابعا تنظيم مساعدة إنسانية فعالة للشعب السوري، وخامسا التعهد بأن المجتمع الدولي سيدعم الشعب السوري من أجل إعادة بناء بلده. كما اعتبر أن ما تمخض على اجتماع جنيف، مؤخرا، ليس مُرضيا بالشكل الكامل لكنه يشكل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. وشدد الرئيس الفرنسي في ختام كلمته على أن ''بشار الأسد لن يبقى في السلطة، وسقوطه لا مناص منه''، داعيا الحضور للوقف لحظة صمت على أرواح الضحايا في سوريا.