أكد عميد أسرى جبهة التحرير الفلسطينية في سجون الاحتلال الأسير المحرر محمد التاج، أن ذكرى استقلال الجزائر مناسبة وطنية يحتفل ويفخر بها الشعب الفلسطيني وثورته التي حظيت باحتضان ودعم ومساندة من الجزائر حكومة وقوى وشعبا، بحيث يعتبرها الشعب الفلسطيني السند الرئيسي لمعركته ضد الاحتلال. تجربة غنية التاج الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 18 عاما، أضاف ''إن التجربة الجزائرية في مقاومة الاحتلال والتضحية وما قدمته من شهداء في معركة الحرية والاستقلال تعتبر تجربة غنية يدرسها الفلسطينيون وخاصة الأسرى في سجون الاحتلال''، وأضاف ''ففي الجلسات التوعوية التي تعقد للأسرى في المعتقلات نحرص على دراسة وتعلم التجربة الجزائرية التي نستلهم منها الدروس والعبر ونحن نمضي في معركتنا لتحقيق الاستقلال، فالشعب الجزائري البطل خير ملهم ومعلم لنا''. دراسة الثورة الجزائرية محمد التاج الذي التحق بصفوف الثورة الفلسطينية في ريعان الشباب وعاش تجربة الملاحقة من الاحتلال خلال الانتفاضتين، تابع يقول ''منذ صغري وعلى مقاعد الدراسة كانت التجربة الجزائرية مصدر إلهام لي وللمئات من رفاقي المناضلين في صفوف الثورة وجبهة التحرير الفلسطينية التي استلهمت الكثير من أهدافها ونظامها ورسالتها من مبادئ الثورة والنضال الذي سطرته الثورة الجزائرية''، وأضاف ''فلازلت أذكر الاهتمام الكبير لنا في دراسة تجارب الثورات المعاصرة والتميز الكبير لمقاومة الشعب الجزائري وثورته التي استفدت منها وعلمتني ورفاقي الكثير من الدروس والخبرات التي استفدنا منها في تجربتنا كثورة فلسطينية وإحدى فصائل منظمة التحرير في المقاومة والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي''. الجزائروفلسطين محمد التاج الذي خاض معركة الأمعاء الخاوية رفضا للاحتلال وللمطالبه بالاعتراف به كأسير حرب، قال من سجنه ''خلال مرحلة العمل النضالي تشرفت وأعتز بما تعلمته من دروس لدى دراستي وتعمقي في التجرية الجزائرية، فقد شكلت الجزائر أكبر داعم ومؤازر لثورتنا الفلسطينية المعاصرة، ونحفظ عن ظهر قلب كلمات وشعارات وخطب قادة الثورة الجزائرية والرؤساء الجزائريين الذين اعتبروا قضية فلسطين هي قضية الشعب الجزائري''، وأضاف ''الجزائر احتضنت الثورة الفلسطينية والمنظمة في أصعب وأخطر المراحل وقدمت كل أشكال الدعم والإسناد لحماية الثورة وأهدافها، وفي ظل التآمر من بعض الأنظمة على قضيتنا كانت الجزائر تحتضن الرئيس الشهيد ياسر عرفات وقادة الثورة والمنظمة وشكلت الحامية للمشروع والحلم الوطني الفلسطيني''. إعلان الاستقلال ويقول التاج ''لن ننسى للجزائر دورها الكبير في احتضان المجلس الوطني الفلسطيني في دورة الاستقلال في الانتفاضة الأولى، فوقفت لجانب الانتفاضة والثورة وكانت أول من اعترف بدولة فلسطين عندما أعلن الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات الاستقلال''، وأضاف ''كان الاحتلال يحاصرنا ويقتلنا ويفرض حظر التجول علينا، وكانت الكثير من الأنظمة تتآمر على ثورتنا ومقاومتنا، لكن الجزائر فتحت أرضها ومؤسساتها وسمحت لنا بتحقيق وتجسيد أولى الخطوات على طريق الاستقلال، لذلك فإن استقلال فلسطين ولد على أرض الشهداء وسيتحقق ما دامت الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة''. الطريق مستمرة وفي ذكرى إعلان استقلال الجزائر، يقول الأسير التاج ''تأتي هذه الذكرى العظيمة والخالدة التي حررت الجزائر من نيل الاستعمار وحولته لقاعدة للثورة والثوار وسط ظروف صعبة ومعقدة على شعبنا وقضيته، لذلك نتمنى على الجزائر وقواها الحية ومن الرفاق في جبهة التحرير الوطني الجزائري ومن كافة القوى والأحزاب الجزائرية أن يبقوا معنا وهم معنا دوما وإلى جانبن'' لأن معركتنا لا زالت صعبة وشاقة وطويلة''، وأضاف ''نرفع الهامات ونحن نشارك الشعب البطل في الجزائر فرحة الاستقلال لنستمد القوة والعزيمة لنستمر في طريقنا ونتعلم البطولات والتضحيات التي قدمتها الجزائر حتى نحقق استقلالنا''. ووجه التاج التحية للجزائر رئيسا وحكومة وشعبا لحرصها الدائم على قضيتنا ودعم شعبنا ومسيرة النضال الفلسطيني، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يستمد من استقلال الجزائر القوة والعزيمة لتعزيز صموده وثباته والتمسك بالمقاومة، وقال ''في كل يوم تعلمنا تجربة التضحية والشهادة لبلد المليون ونصف شهيد أن فجر الحرية قادم، وما دمنا نملك دولة كالجزائر وشعبها يقفون بكل قوة إلى جانب الحق والحلم الفلسطيني، فإننا نستبشر بقرب اكتمال الحلم، فلسطين ستعانق الجزائر حرة ليتعانق علميْ بلادنا على أرض القدس، وستكون الجزائر الدولة الأولى التي تتوج انتصارنا وتحقق أحلامنا التي لا تنازل عنها حتى نحتفل بالاستقلال الفلسطيني كما يحتفل الشعب الجزائري الشقيق باستقلاله''.