أطلق أمس، نداء الجزائر إلى كافة أحرار العالم من أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ودعا المتدخلون في اليوم الأول من الملتقى العربي لنصرة الأسرى الفلسطينيين إلى تنظيم يوم عربي لنصرة الأسرى العراقيين ، وتدويل قضية الأسرى في سجون الاحتلال. وأكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم، أن تنظيم الجزائر للملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال هو تعبير على موقف الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية، ودعوة للعالم إلى إدراك حجم المأساة التي يعانيها الشعب الفلسطيني وبصفة خاصة الأسرى الذين يعانون من عتم سجون الاحتلال، وأضاف بلخادم في الكلمة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر بأن الجزائر لن تحيد عن مبادئها في مجال خدمة السلم والأمن الدوليين، مضيفا " نعمل على إحقاق الحق بكل الوسائل المشروعة ". وحسب بلخادم فإن المجتمع الدولي أصبح عاجزا أثبت عدم قدرته على حل قضية الأسرى ، وبالتالي بات من الضروري نقل هذا الموقف الإنساني من أجل تطبيق العدل والحرية، و مطالبة الرأي العام الدولي خاصة المتواطئ مع الكيان الصهيوني بكشف كل الحقائق، وأوضح نفس المتحدث بأن انعقاد الملتقى في الجزائر يهدف الخروج بنتائج ملموسة تصب في صالح الأسرى الفلسطينيين ونقل رسالة التضامن مع الشعب الفلسطيني التي تعتبر خيار الدولة الجزائرية. ودعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إلى وقف التمييز العنصري الذي تمارسه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني ومناصرة الأسرى الفلسطينيين، وفي المقابل أشار المتحدث إلى أن الوصول إلى هذا المبتغى لن يتأتى إلا بتحقيق الوحدة الوطنية. من جهته أعلن رئيس اللجنة العربية لتنظيم المؤتمر الدكتور عبد العزيز السيد عن تخصيص يوم عربي للأسرى العراقيين، الذين لا تختلف قضيتهم عن الأسرى الفلسطينيين، مضيفا أن تحقيق النضال لن يتوقف إلى غاية تحرير كل الأراضي العربية، وتوقف عبد العزيز السيد عند الصراعات العربية حيث أكد على أن تحرير الأسرى الفلسطينيين لا يمر إلا عن طريق تحقيق مشروع وحدوي بين الأقطار العربية ووحدة حقيقية بين مختلف الأطياف الفلسطينية. وقال عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير ورئيس اللجنة التحضيرية للملتقى عبد الحميد سي عفيف إن تنظيم الملتقى الذي حضي بالرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نابع من المبادئ الوطنية السامية والمكتسبات التحررية للجزائر ويشكل محطة للتنديد بكل انواع الهمجية والوحشية في حق الشعب الفلسطيني وفرصة للاطلاع على التجربة الجزائرية في مقاومة الإستعمار الفرنسي وما تعرض له الشعب الابي طيلة 138 سنة من الإحتلال القمعي مشيرا إلى أن الملتقى ينعقد في ظل الخرق الفاضح لحقوق الإنسان الأساسية من قبل الإحتلال الصهيوني الوجه الحقيقي لجرائم الإحتلال هذا الحدث الكبير لنخبة من المناضلين في العالم ضد القمع والإضطهاد وقال معان بشور رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن في كلمته التي ألقاها في افتتاح أشغال الملتقى إن الجزائر لايمكن أن تكون أرضا للتطبيع مع العدول الصهيوني وأضاف مبرزا : "نلتقي في جزائر العروبة والإسلام والتي كانت ثورتها نموذجا للقضية الفلسطينية لنجدد العهد مع الدور التاريخي لهذه الثورة على كل المستويات وفي كل المجالات..نطلق من هنا حملة عالمية لنصرة الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال ولاستكمال مشروع نهضوي حضاري بكل أبعاده التاريخية. واعتبر المتحدث معركة فلسطين معركة الإنسانية جمعاء ضد الإستعمار وقوى الهيمنة التي تدرك أنها إذا انهزمت على هذه الأرض سوف تنهزم في العالم كله، وأكد بشور أن الملتقى دعوة من أجل اطلاق مناخ الحرية في كل أقطار العالم مضيفا ان الامة العربية مدعوة إلى تجنب الإنقسامات التي لاتخدم قضاياها و أن تحول قضية سجناءها إلى قضية من أجل تحرير الأسرى في سجون كل الإحتلال السري منه والعلني بما فيه النظام الأمريكي المتواطئ مع العدو الصهيوني . واستعرض رئيس اللجنة العربية رؤيته الخاصة بتحرير الأسرى حيث شدد على ضرورة تحويل هذه القضية إلى قضية عالمية وإقناع كل العالم بالظلم والتعسف وأقسى أنواع التعذيب التي يتعرض لها الأسير في سجون الكيان الصهيوني ، إضافة إلى إطلاق مناخ الحرية في كل الأقطار العربية. وعرفت الجلسة الأولى من المؤتمر تدخل العديد من الشخصيات الدولية على غرار جورج غالاوي الذي انتقد الأنظمة العربية وعدم قدرتها على محاسبة إسرائيل أو أمريكا ، قائلا " عندما عرض موقع وكيليكس صورا للأسرى في سجون العراق لم تجرأ أي دولة عربية على طلب قائمة بأسماء السجناء و الأسرى الفلسطينيين والعراقيين ". وفي سياق ذي صلة حيا مفتي القدس الشريف الشيخ عكرمة صبري الجهود التي تبذلها الجزائر في سبيل تحرير فلسطين، إضافة إلى الموقف الثابت الذي ميز الخطاب الرسمي الجزائري والذي رافق كل أطوار وتطورات القضية ، وأبرز مفتي القدس الشريف أهم المراحل التي مر بها كفاح الشعب الفلسطيني، معتبرا أن ملف الأسرى لم يفصل أبدا من مراحل الكفاح الفلسطيني، من جهته عبر مطران القدس المبعد كبودشي الأيول عن أسفه إزاء السكوت المطبق للأنظمة العربية على مأساة الشعب الفلسطيني الذي يهان في كرامته يوميا من طرف الكيان الصهيوني. ومن جهة أخرى، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية المشارك في الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال السيد عباس زكي أنه "لا يزال يقبع في السجون والمعسكرات الإسرائيلية 7000 أسير وأسيرة فلسطيني". وأضاف السيد زكي في تدخل له بمناسبة اليوم الأول من هذا الملتقى انه من "بين ال7000 أسير وأسيرة هناك 300 طفل قاصر و40 امرأة و 250 معتقل إداري و30 أسيرا قضوا أكثر من 25 سنة بالسجون و129 أسير يقضون أكثر من 20 عاما"(...).