فعلا الحرارة لا تطاق وكل ما حولنا أصبح مقلق ومتعب ومقرف ومع ذلك فإن الخبر الذي يقول بأن شركة أمريكية سوف تؤسس لمشروع بناء شقق فاخرة بستة ملايير جعل حماري يستفيق من غيبوبته ويصرخ.. لك الله يا شعب.. لك الفقر والعوز والجوع. قلت مستغربا.. لماذا تقول هذا وهل مثل هذه المشاريع توجه للشعب حتى تقول هذا الكلام؟ قال ناهقا.. أعرف أن المشاريع ليست لنا ولكن هناك من لم يجد قبرا يسكن فيه وهناك من يفعل كل شيء حتى يسكن السحاب. قلت.. المال يعرف أصحابه ونحن مجرد عبث فوق الأرض يا حماري.. قال ساخرا.. أخذوا نادي الصنوبر وأصبحت محمية هي وبحرها ولم نتكلم، أخذوا موريتي هي وبحرها وأصبحت بدورها ممنوعة على الشعب ولم نتكلم وهاهم سوف يبنون محمية جديدة ولسنا نفهم كيف ولمن ولماذا؟ قلت ضلحكا.. ولماذا تريد أن تفهم أيها الحمار قلت لك أنك لست معنيا بالأمر؟ قال غاضبا.. كيف يكون غيري معنيا وأنا لا؟ لست أفهم من أين لهم كل هذا؟ قلت.. الله هو الرازق والمعطي. قال.. ولماذا هؤلاء هم الذين يستحوذون على كل شيء؟ قلت.. استحوذوا على الأرض والسماء ولكن هل تتصور أن هذا سيدوم؟ نهق حماري نهيقا مستفزا وقال... ''أحيني اليوم واقتلني غدوة'' أريد أن أعيش مثلهم وإذا مت على الأقل أكون استمتعت بحياة جميلة مرفهة.. ليست مثل التي أعيشها الآن. قلت ضاحكا.. ما عليك سوى بالست ملايير حتى تصبح جار الأغنياء. قال.. من أين لي بهذا؟ قلت.. مادمت لا تحتكم على المال لماذا إذن ''تشرك فمك'' وتطمع في مال غيرك، أنت حمار وعليك أن ترضى بأقل درجات المواطنة حتى تعيش في سعادة.