الحرارة غير العادية والعطش الشديد جعلاني أفقد صوابي وأريد فقط قليلا من الهدوء ولكن هذا أصبح مطلبا غاليا في وجود هذا الحمار اللعين الذي يرافقني. قلت له.. دعني وشأني أنت ثرثار وأنا أحب الصمت في رمضان. قال ناهقا.. كيف تصمت وهم يخلطون الحلال والحرام؟ قلت مستعجبا.. حلال وحرام من؟ قال.. يشككون في اللحوم المستوردة ويقولون أنها لا تخضع للمعايير والشروط الدينية. قلت.. وما دخلك أنت، هل طلقت السياسة لتدخل عالم الفتاوى؟ قال.. ليس كذلك ولكن أفكر لماذا يثار هذا الموضوع بالذات هذه الأيام على الرغم من أن هذه السلعة المستوردة موجودة منذ زمن؟ قلت.. هل تشك أن في الأمر إن؟ نهق نهيقا مخيفا وقال.. كل ما أخشاه أن يكون الأمر يتعلق بتصفية حسابات مع باطرون اللحوم المستوردة ومرروا الأمر على أنه خوف على المستهلك؟ قلت.. ماعليش حاجة وحويجة. قال ساخرا.. لماذا تتم تصفية الحسابات دائما على ظهر الشعب؟ قلت.. لا تتسرع أيها الحمار، قد يكون الأمر حقيقة هو الخوف على المستهلك وهناك من تفطن للأمر في هذا الوقت. قال.. لا أدري ولكن أحسن أن إن وأخواتها وراء الموضوع. قلت ساخرا.. ياخي شعبنا أكل حتى لحم الحمير فما سيضرهم لو أكلوا أيضا لحم الجيفة؟ قال.. سبحان الله قلبك بارد. قلت.. وأنت حشري وفضولي وتتدخل في كل شيء.. دع الدولة تتصرف في شعبها كما تشاء وأنت كن مواطنا مطيعا كما ينص الدستور ودع اللحم لمن يأكل اللحم.