شهدت قرية الماجن التابعة لبلدية فريحة والواقعة على بعد 30 كلم شرق مدينة تيزي وزو، في اليوم الأول من شهر رمضان حادثة كادت أن تحدث فتنة بين السكان، وهذا بعد أن أقدم بعض السلفيين على اقتحام كنيسة بالقرية وطالبوا بغلقها وهددوا بتخريبها، وحسب شهود عيان، فإن عدد المتواجدين داخل الكنيسة يزيد عددهم عن 60 شخصا يمارسون الشعائر المسيحية، رفضوا الانصياع لمطالب السلفيين، وكادت الأمور أن تتحول إلى ما لا يحمد عقباه، بعدما حاول بعض السلفيين الاعتماد على لغة العنف وقاموا باستفزاز المسيحيين وتوجيه لهم إهانات بترك الدين الإسلامي، حيث دخل الطرفين في تبادل التهم، لكن تدخل بعض عقلاء القرية أدى إلى تهدئة الأوضاع. وأضاف شهود عيان، أن سكان القرية سرعان ما اجتمعوا في عين المكان، حيث وقفوا في وجه السلفيين ومنعوهم من استخدام القوة. وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن السلفيين وجهوا تهما للمسحيين بالترويج للدين المسيحي بالمنطقة ويستخدمون المال لإدخال الشباب والمراهقين في المسيحية، كما نددوا بحدوث بعض التجاوزات بالمنطقة وتوافد غرباء إلى كنيسة القرية. وفي إتصال هاتفي ل ''الجزائر نيوز'' مع أحد ممثلي السكان الذي فضل ألا يكشف عن هويته، فند كل هذه التهم، وأكد أن هؤلاء المسحيين يمارسون شعائرهم بطريقة عادية دون إحداث أية تجاوزات بالقرية ''نحن مسلمون ومتمسكون بديننا، لكن نحترم حرية العقيدة وليس من حقنا أن نقف في وجه من يريد أن يعتنق المسيحية لأن هذه قضية تربط العبد بربه''، ويضيف ''هناك فئة من السلفيين بالقرية لم يتقبلوا غير الدين الإسلامي، حيث حاولوا في البداية مواجهة هؤلاء المسحيين بترويج خطب دينية وسط سكان القرية ويحاولون تحريكهم ليقفوا في وجه المسيحيين، وبعد أن رفض أغلب سكان القرية، تحول السلفيون إلى مرحلة العنف محاولة منهم لغلق الكنيسة''. وفي السياق ذاته، أكد مصدر من قرية الماجن، أن صراع بين السلفيين والمسيحيين قائم منذ مدة بالقرية وكل طرف يدافع عن دينه ويحاول كسب ودّ وتأييد السكان أكثر، وكشف أن الأغلبية الساحقة بالقرية كلهم مسلمون لكنهم رفضوا السياسة التي تبناها السلفيون. هذا، وعلمنا أن القس ''ك. س''، الذي يتكفل بالكنيسة تنقل رفقة مجموعة من المسيحيين إلى مقر الدرك الوطني بفريحة وقاموا برفع شكوى ضد هؤلاء السلفيين وقرروا متابعتهم قضائيا.