كشف المدير العام لمؤسسة جمع النفايات المنزلية ''نات كوم'' أن مصالحه جمعت ما يقارب 10 آلاف طن من الزبالة خلال ثلاثة أيام فقط من شهر رمضان، ب 28 بلدية في العاصمة وحدها، وتواجه مؤسسة النظافة حسبه مشاكل في المحافظة على نظافة المحيط بسبب إقدام المواطنين على رميها كل ساعة، دون أدنى احترام لمواقيت الجمع. يقول أحمد بلعالية مدير عام ''نات كوم'' أن العاصمة عيّنة حقيقية لما يجري في الجزائر، بخصوص نظافة المحيط ''فالجزائري ينتج ما لا يقل عن 2,1 كيلوغرام من النفايات يوميا بالنسبة لسائر أيام السنة، أما في رمضان فالنسبة تتضاعف لكل فرد''. ويقدر معدّل النفايات التي اعتادت مؤسسة ''نات كوم'' على تحويلها من أمام بيوت الجزائريين إلى مختلف نقاط المفرغات العمومية، ألفي طن يوميا، بينما يتراوح هذا الرقم خلال رمضان من كل سنة، حسب أحمد بلعالية، ما بين 3 و4 آلاف طن يوميا، وهو ما يبيّن لنا بوضوح تغير في ''السلوك الحضاري'' للمواطنين خلال شهر يُفترض أن يكون فيه الإنسان في أسمى درجات تحضره. وارتفع بذلك معدل النفايات حاليا خلال الأيام الثلاثة الأولى من رمضان إلى ما يقارب ال 10 آلاف طن. وتتوقع مؤسسة ''نات كوم'' لجمع النفايات المنزلية أن تزداد هذه النسبة بشكل كبير مع اقتراب عيد الفطر، لإقبال الجزائريين عادة خلال هذه الفترة على صنع الحلويات واقتناء ملابس العيد، وهي المقتنيات التي ينتج عنها زيادة واضحة في النفايات لما تطرحه من تعليب بمختلف أشكاله. ولا يخفي مدير المؤسسة أن مصالحه تواجه صعوبات بالغة في الحفاظ على نظافة العاصمة، ''كون المواطنين أصبحوا يطرحون نفاياتهم المنزلية كل ساعة''، ويكشف المدير أنه في منطقة باب الوادي على سبيل المثال تقوم الشاحنة الواحدة بإجلاء النفايات خلال ثلاث دورات بدل دورة واحدة، وتمثل الفضاءات التجارية الفوضوية وحتى الأسواق المرخص لها سواء المغطاة أو العارية، علاوة على المنازل، المصدر الأساسي للنفايات، مؤكدا أن ''عمال نات كوم يضاعفون المجهودات في العمل خلال هذا الشهر، لكن عدم اكتراث المواطنين لهذا الأمر برميهم النفايات كل ساعة أمر جعل مهمتنا تبدو في غاية الصعوبة''. وإذا لم يقل محدثنا أن تلك المهمة مستحيلة فإن هذه الحقيقة تظهر جلية عندما يؤكد أنه ''ليس بوسع مصالحه أن تنسق بالشكل الكافي مع شرطة البيئة أو مصالح البلديات المتخصصة أو أعوان الأمن الذين نرفع لهم شكاوى بسبب الرمي العشوائي للنفايات، إذ غالبا ما تكون لهذه الهيئات انشغالات أكثر أهمية وخطورة وذات أولوية من النفايات ولا يملكون الوقت والموارد البشرية الضرورية للقضاء عليها''. بالنسبة لمدير ''نات كوم'' يستحيل أمام سلوك المواطنين الجزائريين الذين يرمون كل ساعة فضلاتهم المنزلية ''وضع حراسة دائمة على أبواب العمارات وأمام مواقع التفريغ''. ويضيف المسؤول الأول في مؤسسة جمع النفايات بالعاصمة، أن إدارته رفعت شكاوى لدى مصالح الأمن في كافة البلديات التي تعمل بها تقريبا ضد صناعيين وخواص يفرغون زبالتهم في مواقع ممنوعة، معترفا في هذا الباب أيضا أنه ''من الصعوبة أن تردع المخالفين في هذا المجال، لأن لا صلاحيات لنا أولا، ثانيا الردع هنا يمر عبر إجراءات طويلة يفقد العقوبة معناها''. مفرغة أولاد فايت لم يبق من عمرها أكثر من عام ونصف زيادة على السلوكات المشينة للجزائريين بعدم احترامهم لمواقيت رمي النفايات المنزلية، تواجه العاصمة مشكلا كبيرا في الاكتفاء من حيث المفرغات العمومية، إذ تعد مفرغة أولاد فايت الوحيدة على مستوى منطقة قد تقارب أو تتجاوز الساكنة بها 5 ملايين، بعد غلق مفرغة واد السمار. وتستقبل المفرغة يوميا ما لا يقل عن 1100 شاحنة مقابل عدم اتساع مفرغة سطاوالي لشحنة أكثر من 70 شاحنة. وأوضح بلعالية أحمد أن وزارة البيئة هي الجهة المخول لها إنشاء مفرغات عمومية ''لكن إلى حد اليوم لم يظهر بديل لأولاد فايت التي قد يطول عمرها إلى عام ونصف من الآن كأقصى تقدير''. هذا، وتعتزم مؤسسة ''نات كوم'' تعزيز عتادها وإمكانياتها ب 40 شاحنة نهاية السنة ثم 50 أخرى خلال السداسي الأول من عام ,2013 مع العلم أنها كانت قد اقتنت 40 شاحنة بداية الشهريين الماضيين فقط. ''نات كوم'' تجمع تجربة ب 15 سنة في جمع النفايات المنزلية بالعاصمة وتنوي التوسع وتغطية كامل العاصمة، إذ تضمن إجلاء النفايات في 28 بلدية من الجزائر العاصمة من إجمالي 57 بلدية.